تبطين القرين: بقلم الكاتب هشام بكر

 

تبطين القـريـن
بقلم الكاتب/ هشام بكر

في محافظة الوادي الجديد في الجنوب الغربي لمصر بالصحراء الغربية ، فوق ربوة عالية عن سطح الأرض في قرية بشندي العثماني بمدينة بلاط  في  منزلين متلاصقين من  الطوب اللبن في آخر شارع متدرج وضيق وعلى جانبيه بالكامل مبان مرتفعة
مما يساعد على وجود الظل طوال ساعات النهار على الطرقات والمماشي والمنازل المجاورة تعلوه سقائف من خشب الدوم والنخيل لمنع تسرب أشعة الشمس 
المنزل قبل الأخير في الليل  يتلألأ بالأنوار الكهربائية الساطعة  ويتصاعد منه صوت قاريء قرآن يرتل: 
وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ألقيا في جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد .
بينما المنزل الأخير تخرج منه أنوار الشموع  الصفراء  ويتعالى أصوات تترنم بالتعاويذ والطلاسم  الفرعونية والتركية:حقو هيكاو ست ديكال بلسان تركي داخل المنزل الأخير أسرة تتجمع حول طاولة يقومون بتحضير القرين عبر طريقة الفنجان والطاولة  يلقبون انفسهم بآل فرعون
يلقبون انفسهم بآل فرعون  ورثة بشندي الأسياد
كانت عيونهم تبرق حمراء متوهجة مع ضوء الشموع الخافت وهم يتبادلون اكل الزجاج أكل الزجاج والحديد و الفحم المشتعل  وشرب ورائه لتر بنزين وثني العملات المعدنية بالعين

ثم يتبادلون في بعضهم الضرب بالشفرات والأسلحة الحادة بل أخرج أحدهم سلاح ناري وضرب به آخر دون أن يتأذي أحدهم 
صرخ أحدهم : أشتاتا أشتوت يا أسياد ..أشتاد أمنحنا التصفيح الجسدي وأجعل جسدك الحصين حلتنا بالتبطين
أجعلنا خارقين تحمينا الحاسة السادسة لنعلم بكل مافي أنفس و أفكار الآخرين 
خرجت من المقابر الفرعونية أسفل منزلهم آلاف  القرناء الضخمة تطير بأجنحة في الهواء حول الأسرة الملعونة التي تسمرت محاجرهم في عيونهم من المنظر المرعب للقرين
خرجت مواد اكتوبلازمية تشبه النار الحمراء من افواه القرناء لتدخل في أجساد الأسرة وتجمد الجسد تماما أثناء قيام القرين بتلبس جسد كل فرد في الأسرة
وتبادلوا التهنئة فيما بينهم وقالوا في صوت واحد : لقد تعبنا من ترك الأمر للإنسان حان الوقت لنعمر نحن الدنيا من خلال أجسادهم ..أنه وقت أسياد تلبيس القرين واستعباد 
الإنسان ! 

النهايـة



0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم