مصطفى حمام يكتب : لبنان في سكة الندامة

 

لبنان في سكة الندامة

فى القديم كان الكبار يقولون لنا أن هناك سكة السلامة وسكة الندامة  ، سكة الندامة اللى يروح فيها ميرجعش. 

تذكرت كلام الكبار قديما عندما قرأت عن الإنفجار الثاني فى لبنان الحبيب. 

لبنان التي كانت "تاخد العقل" كما يقولون باللهجة اللبنانية ، ولبنان كانت كذلك وأكثر. 

لبنان الآن تسير بإندفاع شديد فى سكة الندامة ، سكة اللى بيروح ميرجعش. 

القوى السياسية تتصارع ولا تستطيع تشكيل حكومة. 

فى لبنان بلد الثقافة والفن لا يوجد شخص واحد يتحمل المسئولية. 

فى لبنان ، يعتبرون فرنسا الأم الحنونة ، وحاولت فرنسا أن تساعد بكل قوة وزار رئيس فرنسا لبنان مرتان بعد إنفجار المرفأ وزارها وزير خارجيته مرارا ، وتقدم رئيس فرنسا بمبادرة وكل محاولات فرنسا فشلت أمام صراعات القوى السياسية وكلها وبدون استثناء قوى فاشلة. 

في لبنان لا يوجد دواء ، ومن يشاهد المرضى وهم يتحدثون فى الإعلام وخاصة مرضى السرطان تنزف القلوب دماً من التعاطف معهم وليس لدينا ما نفعله. 

فى لبنان لا توجد كهرباء التي هي أحد أساسيات الحياة.  

فى لبنان لا يوجد بنزين ولا سولار ، وهذا يعني لا يوجد دم في جسد الدولة اللبنانية ، فكيف تنتظم الحياة وغالبية مناحي الحياة تتوقف بسبب عدم وجود الوقود؟ 

فى لبنان لا يوجد جيش يستطيع أن يفرض قوته وسيطرته على سائر الأراضي اللبنانية ، والعجيب أن الجيش الذى يستطيع أن يفرض قوته هو جيش أحد الطوائف فى الجنوب وليس خافياً على أحد أنه حزب الله. 

إذا أردت أن تتابع إعلام حر فى العالم الذي يتحدث العربية ، مؤكد أنه ليس أمامك إلا الإعلام اللبناني. 
وإذا تابعت الإعلام اللبناني الحر ، فلن تجد فيه إلا الصراخ والعويل من الجميع والكيل بإتهامات على الأطراف الأخرى. 

بعد إنفجار صهريج المحروقات أمس فى منطقة عكار والذى راح ضحيته ٢٠ قتيلاً حتى الآن  وعشرات الجرحى بحروق بليغة جداً ، سألت نفسي ، أليس فى لبنان وطنيين وهم من يهيمون حباً فى وطنهم؟

فى لبنان كلها ليس فيها إلا مستشفى واحد لعلاج الحروق ومؤكد أنها لا تعمل لنقص الوقود والدواء. 

بعد هذا الإنفجار الذى حدث تأكدت أن لبنان على وشك النهاية إن لم يكن قد وصل إلى النهاية فعلًا. 

متناقضات لبنان عصى عليّ فهمها ، وكمتابع أرى أن لبنان فقدت مقومات الدولة وأرى أن المستفيد الوحيد هو حزب الله الذى سوف يقرر آجلًا أو عاجلاً إعلان دويلة شيعية فى جنوب لبنان تحت حكم المرشد الإيراني. 

الغريب والعجيب أن كل القوى الدولية والإقليمية التي لا تريد حزب الله فشلت بجدارة في القضاء عليه وهو من يفرض كلمته حتى الآن.  

لن اقول هذه المرة راجع راجع لبنان ، فقد فقدت الأمل بعد أن فشلت القوى السياسية المتصارعة فى تكوين الحكومة ، وحتى وإن تكونت فلن تضيف شئ. 

كل ما أتمناه أن تحدث معجزة تنقذ لبنان ، وعلينا أن ندعو ونصلي أن ينقذ العلي القدير هذا البلد الذى هو أحد الدول التى تحفظ التوازنات فى هذه المنطقة التي لا يتوقف فيها الصراعات. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم