العشاء الأخير للمشير عبد الحكيم عامر
بقلم الكاتب: مصطفى حمام
قادني البحث عن كتاب معين إلى أن أجد هذا الكتاب وكان ذلك من حسن حظي.
قرأت كتب كثيرة عن حقبة الملك فاروق وحقبة عبدالناصر ، لكن لم اتألم أبداً كما تألمت من هذا الكتاب.
عبد الصمد محمد عبدالصمد مؤلف هذا الكتاب كان من المقربين جدا للمشير عبدالحكيم عامر النائب الأول لرئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة وكان عضو مجلس النواب وقت النكسة وكان رئيسه محمد أنور السادات.
فى هذا الكتاب لن تجد فيه أي حيادية ، فهو ضد جمال عبد الناصر جملة وتفصيلاً ، وهذا هو المتوقع لأن كاتبه من معسكر المشير عبدالحكيم عامر وأيضاً من الذين إنكوا بنيران جمال عبدالناصر من الإعتقال إلى فرض الحراسة حتى وصل إلى مرحلة الفقر.
فى هذا الكتاب يثبت أن مصر كانت عزبة تقاسمها جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر الصديقين الحميمين.
عزبة نصفها السياسي لعبدالناصر والنصف العسكري كان لعبدالحكيم عامر.
في هذا الكتاب ترى الصراع بين جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر على السلطة قبل الهزيمة ومن المؤسف بعد الهزيمة أيضاً.
في هذا الكتاب يكشف المؤلف بوضوح عن شخصية جمال عبدالناصر المتآمرة وعن شخصية عبدالحكيم عامر المتسامحة وأخلاقياته التي جعل الجيش يقدسه.
في هذا الكتاب تتعرف عن الصراعات بين الصديقين عبدالناصر وعبدالحكيم وكيف كانت على حساب ضياع وطن وهزيمته.
في هذا الكتاب تتعرف على كيفية القرارات التي يتخذها جمال عبدالناصر ولا احد يستطيع أن يناقشه وإلا كانت آخرته معروفة.
فى هذا الكتاب تتعرف على كيفية فرض الحراسات وما تبعها من ذل وهوان قصده من إتخذ القرارات.
في هذا الكتاب تتعرف بالتفصيل على الأحداث التي كان عبدالحكيم عامر الطرف الرئيسي فيها منذ إنهيار الجيش فى سيناء حتى وفاته ، سواء بالإغتيال أو بالإنتحار.
في هذا الكتاب تعرف سر الهزيمة كما يرويها الكاتب ، وأنا أميل لتصديقها.
في هذا الكتاب أوضح الكاتب دون قصد أن عبدالحكيم عامر كان يعيش لنفسه ملذاته وترك قيادة الجيش لمساعديه ، وهو نفس الشخص الذى كان أهم عامل فى كسر الوحدة بين مصر وسوريا لثقته العمياء في مساعديه.
في هذا الكتاب تتعرف على كيفية السيطرة على مذكرات المشير عبدالحكيم عامر والتي تحتوي على معلومات صحيحة وخطيرة وتجعل جمال عبدالناصر فى موضع للإتهام ، كلمة السر كانت محمد حسنين هيكل بكل أسف.
في هذا الكتاب تتعرف على نهاية جزء من حقبة سيئة من حكم مصر بعد القضاء على المشير عبدالحكيم عامر وتابعيه.
بعد قراءة هذا الكتاب ومذكرات عبداللطيف البغدادي رأيت أن من فضل العلي القدير على مصر أن يموت جمال عبدالناصر فى سن صغيرة ، لتبقى وتستمر.
لم ولن تنقطع المظالم على أرض المحروسة ولكنها لن تصل أبدًا إلى حجم المظالم وقت حكم حركة الضباط الأحرار وإنفراد جمال عبدالناصر بالسلطة بعد أن أطاح بالأحرار الحقيقين من الضباط.
ملحوظة :
هذا الكتاب موجود على الانترنت ويمكن تحميله بسهولة.
وهو الخصم ينفع ناخد بشهادته ؟
ردحذفإرسال تعليق