بقلم مصطفى حمام : القصة الكاملة لحركة طالبان

 

القصة الكاملة لحركة طالبان 
بقلم الكاتب : مصطفى حمام

  • طالبان هى جمع كلمة طالب فى لغة البشتو التى يتحدث بها ٥٠٪؜ من الأفغان ، ويقصد بها تحديداً طلاب المدارس الدينية فى إشارة إلى النواة الأولى من مقاتلي الحركة التي تشكلت من رواد المعاهد الدينية في أفغانستان وباكستان. 

  • الإستخبارات الأمريكية توقعت أن تسقط كابل فى يد طالبان بعد ٦ شهور من جلاء آخر جندي أمريكي ، إلا الحركة التي لجأت إلى الجبال والقرى خلال ٢٠ سنة لم تحتج سوى ١٠ أيام لتسيطر على القصر الرئاسي فى كابول العاصمة قبل أن تسحب أمريكا آخر جنودها. 

  • أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة فى التاريخ ، حرب قضتها قبل ٢٠ عاما بوعود القضاء على طالبان وهذا موثق بالصوت والصورة من جورج بوش الإبن في وقت إعلان الحرب. 

  • ما بين صعود وإندحار ورحلة من الكهوف إلى القصر الرئاسي ، كيف كانت قصة طالبان؟ 

طالبان من الكهوف إلى القصور :

  • فى عام ١٩٨٩ خرج السوفيت من أفغانستان بعد فشل حملتهم العسكرية التي إستمرت ١٠ سنوات على يد المجاهدين الأفغان والعرب والذين لاقوا دعماً واسعاً من أمريكا والأنظمة الغربية والعربية على حد سواء ، ضمن محطات الحرب الباردة ضد الشيوعية. 

  • المخابرات الأمريكية أطلقت إسم "عملية الإعصار " لتسليح المجاهدين الأفغان عبر باكستان ، كما أن الأمريكيين زودوا المجاهدين بصواريخ "ستينغر" المضادة للمروحيات واستقبل الرئيس ريجان وفد من المجاهدين فى البيت الأبيض. 

  • رفع العالم الإسلامي وبدعم غربي شعار "الجهاد لطرد الشيوعية من بلاد المسلمين"

  • جمعت التبرعات وهتفت المنابر باسم المجاهدين على إمتداد العالم العربي ، حتى كان الخروج السوفيتي. 

  • خرج الرئيس ريجان يعلن إنتصار المجاهدين بنفسه والتأكيد على الدعم المستمر للمجاهدين. 

  • بعدها تشرذم زعماء الحرب الأفغان وتمزقت البلاد تحت ظلالهم 

  • ظل الحال هكذا لنحو ٧ سنوات عانت أفغانستان خلالها ويلات الحرب الأهلية

في هذا المناخ كانت نشأة طالبان 

  • بذور نمت فى مخيمات اللجوء الأفغانية على الحدود مع باكستان وكذلك فى المدارس الدينية فى بيشاور وقندهار الأفغانية ، أشهرها مدرسة دار العلوم الحقانية فى إقليم خيبر بوختخوا الباكستانية التي كان يديرها الملا سامي الحق أبو طالبان كما كان يلقب 

  • فى يوليو ١٩٩٤ ، اجتمع عدد من طلاب المدارس الدينية فى مدينة قندهار جنوبي أفغانستان. 

  • نظموا انفسهم فى جماعات بهدف السيطرة ونزع سلاح أمراء الحرب 

  • حاربوا الفصائل التي إنخرطوا فيها سابقا وانقلب السحر على الساحر 

  • حركة طلبة المدارس الأفغانية والتي باتت تعرف بإسم طالبان والتي اشتق إسنها من صفتها إستطاعت الإستيلاء على مديرية أرغستان ، وبعدها بشهرين بايع الطلاب احد تلاميذ الملا سامي الحق ، الملا محمد عمر أصبح الزعيم الأول لطالبان فى الشهور التالية 

  • وسعت الحركة من نشاطاتها فاستولت على اكبر مخازن السلاح والذخيرة فى أفغانستان ، لكن نجم الحركة بزغ فى الإعلام الدولي لأول مرة بعد نجاحها فى إنقاذ قافلة إغاثة أرسلتها الحكومة الباكستانية. 

  • سرعان ما وسعت الحركة نفوذها فى غربي أفغانستان ، فضمت إلى مناطق سيطرتها مقاطعة هرات المتاخمة لإيران وسيطرت على مساحات شاسعة فى جنوب غربي البلاد لتمضي بخطى ثابتة نحو القصر الرئاسي 

  • فى سبتمبر عام ١٩٩٦ كان السقوط الأول لكابول أمام مقاتلي طالبان بعد انسحاب القوات الحكومية.

  • أعدمت الحركة الرئيس السابق محمد نجيب الله الذى كان مدعوما من السوفيت خلال فترة الغزو وأعلن الملا محمد عمر "أميرًا للمؤمنين"

الملا عمر


  • عام ١٩٩٨ ، كانت طالبان قد سيطرت على ٩٠٪؜ من أفغانستان.

  • حازت على إعتراف ٣ دول فقط هم باكستان والتي يتهمها البعض بالوقوف وراء الحركة وتسليمها ، والسعودية والإمارات اللتان اعترفتا بحكومة عام ١٩٩٧ 

  • الحركة وقتها رفعت شعار "إيقاف الإقتتال الداخلي بعد طرد السوفيت" 

  • ومع الوصول إلى كابول فرضت الحركة نظاما إجتماعيا قاسيا وفقا لتفسيراتها المتشددة للشريعة ، كان من مظاهرها حظر التليفزيون والموسيقى والسينما ومنع ذهاب الفتيات للمدارس بعد سن العاشرة وإطلاق اللحى للرجال ، وإنهالت التقارير التي توثق الإنتهاك الرهيب لحقوق الإنسان فى أفغانستان 

  • فى مارس ٢٠٠١ دمرت حركة طالبان تمثالين أثريين لبوذا ، المثالان كانا الأكبر من نوعهما فى العالم

  • أثارت تلك الخطوة الغضب الدولي ضد طالبان ، لكنه لم يكن إلا قطرة من وابل سيمطر أفغانستان بآلاف الصواريخ بعد عدة شهور 

  • فى ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ، كانت المأساة التي ضاع ضحيتها نحو ٣٠٠٠ قتيل وهو تدمير برجي التجارة العالمي فى أمريكا

  • أعلن تنظيم القاعدة الموجود فى أفغانستان مسئوليته عن الهجمات. 

  • التنظيم الذي خرج مطرودا من السودان عام ١٩٩٦ بعما أعلن الحرب ضد أمريكا وحلفائها وجد له موطأ قدم جديد فى أفغانستان بترحيب ورعاية من طالبان التي رفضت تسليم بن لادن بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١

  • سحبت السعودية والإمارات إعترافهما بحكومة طالبان وبقيت باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بها. 

  • فى اكتوبر ٢٠٠١ شن تحالف عسكري بقيادة أمريكا حرباً على افغانستان وسقطت كابول في يد الأمريكان وتحالف قوات الشمال المؤلف من أمراء الحرب السابقين المعارضين لطالبان 

  • إنهار نظام طالبان وإختفى مقاتلوه لشهور بين القرى والجبال الأفغانية 

لكن الحركة لم تمت

  • نفوذها عادت للظهور بمساعدة المؤسسة الأمنية الباكستانية وبينما كانت الحركة تكسب ملايين الدولارات من تجارة المخدرات ، عادت لحشد مقاتليها لكن تحت شعار مختلف هذه المرة : محاربة الغزو الأمريكي 

  • فى مارس ٢٠٠٢ تم إسقاط مروحيتين أمريكتين على يد مقاتلي طالبان

  • كانت هذه العملية بمثابة الدعوة المفتوحة لحشد انصار الحركة التي واصلت إستهداف القوات الأجنبية والحكومية 

  • فى سبتمبر ٢٠٠٢ ، وقعت محاول إغتيال للرئيس المؤقت والمعين حامد كرزاي واتُهمت حركة طالبان بتدبير تلك المحاولة 

  • فى عام ٢٠٠٣ اسقطت الحركة مروحية أمريكية وقتل اربعة جنود كانوا على متنها 

  • بعد أشهر صرح قائد القوات الدولية لحفظ السلام ان حركة طالبان باتت تسيطر على ربع مساحة أفغانستان 

  • فى اكتوبر ٢٠٠٤ ، انتخب حامد كرزاي رئيسا لأفغانستان وبعد ما نجي من محاول إغتيال ثانية والمتهم فيها أيضا حركة طالبان

  • فى الاعوام التالية شنت الحركة هجمات إنتحارية عديدة تصاعدت حدتها بين عامي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ واختطفت الحركة ٢٣ كوريا جنوبيا أغلبهم من النساء ، فى حين ازدادت هجمات الحركة ضد القوات الأجنبية التي أعلنت مقتل حوالي ٣٠٠٠ من جنودها منذ احتلال افغانستان وحتى عام ٢٠٠٩ 

  • في ذلك الوقت خرج جورج بوش الإبن البيت الأبيض بعد أنتهاء مدة رئاسته الثانية ، بينما ترك أمريكا وحلفائها فى مستنقع التيه فى افغانستان 

  • يأتي خليفته باراك أوباما ويعلن "بالنسبة للكثيرين منكم ستكون هذه هى جولتكم الأخيرة فى أفغانستان . سيتحمل الأفغان المسئولية الكاملة عن أمنهم وستنتهي مهمتنا القتالية 

  • فى عام ٢٠١٤ ، توصلت واشنطن وطالبان بوساطة قطرية إلى صفقة أُفرج بموجبها عن جندي أمريكي كان أسيرا لدى الحركة لمدة ٥ سنوات مقابل إطلاق سراح ٥ من قادة طالبان كانوا معتقلين فى جوانتانمو 

  • بحلول نهاية ٢٠١٤ انهى حلف شمال الأطلنطي مهامه القتالية فى افغانستان 

  • فى يناير ٢٠١٥ ، رفض البيت الأبيض تصنيف طالبان تنظيما ارهابيا ، وبعدها بأشهر إستضافت باكستان اول مباحثات مباشرة بين الحركة والحكومة المعترف بها فى كابول ، لكن سرعان ما توقف الحوار قبل ان تعلن طالبان فى يوليو ٢٠١٥ وفاة زعيمها الأول الملا محمد عمر 

الحركة قالت انه قد توفي قبل هذا الإعلان بعامين إلا انها قد اخفت الخبر وانتخب مجلس الشورى فيها بالإجماع الملا اختر منصور زعيما جديدا للحركة والذي قُتل فى العام التالي من ذلك الإعلان فى غارة أمريكية. 

  • عين الملا هبة الله أخوند زادة زعيما ثالثا للحركة 

  • منتصف عام ٢٠١٨ بدا الأمريكيون وطالبان مفاوضات في الدوحة لكنها توقفت مرات عديدة إثر تعرض القوات الأمريكية لهجمات من طالبان ، قبل ان تعود فى عام ٢٠١٩ وتتوصل أمريكا وطالبان لمسودة إتفاق ضمنت به إنسحاب القوات الأجنبية من افغانستان 

  • في الذكرى ال ١٩ لهجمات ١١ سبتمبر اشرف وزير الخارجية الأمريكي فى الدوحة على بدأ مفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان لتقاسم السلطة بعدما وقعت مع واشنطن مع طالبان اتفاقا تاريخيا يقضي بإنسحاب القوات الأجنبية مقابل ضمانات بعدم إستخدام أفغانستان مركزا لأي نشاط معادي لأمريكا 

  • فى ابريل عام ٢٠٢١ أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ان الانسحاب من افغانستان سيبدأ في مايو ٢٠٢١ وينتهي فى سبتمبر من نفس العالم لينهي بذلك اطول حرب أمريكية فى التاريخ 

  • تزامنا مع بدأ الإنسحاب الأمريكي التدريجي بدأت حركة طالبان تقدمها فى المقاطعات القروية وعززت سيطرتها على الطرق السريعة الرئيسية 

  • فى الشهر التالي ادركت القوات الحكومية فى تلك المناطق أنها باتت محاصرة وأن وعود الحكومة بالتعزيزات والإمدادات ذهبت هباء لتسقط المدن تباعا تحت سيطرة مقاتلي حركة طالبان التي لم تواجه أى مقاومة تذكر من القوات الحكومية 

  • فى اغسطس ٢٠٢١ ، كان التاريخ يعيد نفسه 

وصل مقاتلو طالبان إلى مداخل العاصمة كابول وحاصروها إثر الإنهيار الكامل للقوات الحكومية فى البلاد 

وفى وقت تحدث فيه مسئولون حكوميون عن انتقال سلمي للسلطة قدم الرئيس الأفغاني إستقالته وفر من البلاد واستولت الحركة على القصر الرئاسي بدون أى مقاومة من القوات الحكومية وبدأت تقديم نفسها بوجه جديد لا يصدقه أحد. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم