بقلم مصطفى حمام: عام مر على بيروت عاصمة الفنون والثقافة في الشرق الأوسط

بقلم مصطفى حمام :عام مر على بيروت عاصمة الفنون والثقافة في الشرق الأوسط

عام حزين على بيروت وعلى اللبنانيين وعلى كل محبي لبنان. 

لم نكن فى يوم من الأيام نعتبر لبنان من بلاد العالم الثالث ولا تنتمي إلى هذا العالم المتخلف الذى نعيش فيه. 

لبنان التي إستطاعت أن تحيا وتعيش مع الطائفية المتعددة لكل دين وذهب ، وهناك دول تقسمت لوجود مذهبان مختلفان فقط. 

جاءت كارثة المرفأ والذي دمر بيروت ولم يدمر ولن يدمر شعب لبنان ، هذه الكارثة كشفت كثير من الأقنعة فى الداخل والخارج. 

سنة كاملة مرت ولم تتوصل الأجهزة القضائية للمسئولين عن الكارثة ، مع أن الشعب اللبناني يعرفهم جميعا وبالإسم. 

هل يمكن أن تتخيل سيدي القارئ الكريم ، وجود شحنة من نترات الأمونيوم المدمرة بهذا الحجم الكبير الذي يبلغ "٢٧٥٠ طن" في مرفأ لبنان وحتى الآن لم يُعرف صاحبها؟؟؟؟؟!!!!!

هذه الكمية الضخمة من النترات لم تكن أيضًا كل الكمية التي دخلت المرفأ …….لا تتعجب ، فهذه هي الحقيقة المرة.

أين ذهبت الكمية التي خرجت من المرفأ خلال المدة من وصول الشحنة في ٢٠١٤ حتى إنفجار المرفأ ،،،،،،،، سؤال سهل الإجابة عليه ومستحيل الإجابة عليه. 

الإجابة عليه معروفة ، أما إستحالة الإجابة عليه لأنه سوف يقود فوراً إلى صاحب الشحنة والمستفيد من وجودها. 

قاضي التحقيق المحترم يقف عاجزاً عن إثبات التهم وتوجيه الإتهام ، لأنه ببساطة لا يستطيع أن يقوم بالتحقيق مع الوزراء والنواب الذين طلبهم للتحقيق. 

القاضي المحترم يقف عاجزاً عن إستكمال التحقيق لأن القوى السياسية لا تريد رفع الحصانة عن المطلوبين للتحقيق ، وهنا كُشف الغطاء عن الفاسدين والمفسدين فى كل القوى السياسية المصرة على حماية القوة الضاربة التي تحكم لبنان فى الظاهر وفى الخفاء ، القوة التى يخاف منها الجميع ولا يخاف منها الشعب اللبناني. 

هل تتخيل أن لبنان الأيقونة بلا كهرباء؟
هل تتخيل لبنان الرمز على حافة المجاعة؟
هل تتخيل لبنان بلد الثقافة والفن بلا وقود للسيارات وخلافه؟
هل تتخيل لبنان بلد جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي ومطران خليل مطران وفيروز والرحابنة وماجدة الرومي ،،،،،،، بلا حكومة؟

هذا هو الوضع فى لبنان بكل أسف …….

تم تهريب المليارات من الدولارات ، ومحافظ بنك لبنان المسئول لازال حراً طليقاً ولا أحد يستطيع حتى التحقيق معه. 

رئيس الجمهورية وهو المسؤول الأول عن كل الشعب بكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه ، يبحث عن توريث صهره منصب رئيس الجمهورية وأعاق تشكيل الحكومة لمدة تسعة أشهر إلى أن إعتذر يعد الحريري ، ويعيق حاليا نجيب ميقاتي لإصراره على الثلث المعطل ، كما لو كانت لبنان تعيش فى رفاهية ورغد العيش وليست فى كارثة ومجاعة!!!!!

البرلمان يحمي النواب الفاسدين بحجة عدم دستورية رفع الحصانة ، ودخل رئيس مجلس النواب فى معركة صلاحيات دستورية مع رئيس الجمهورية لأن الكل يريد أن يبقى وليس مهم أن تزول لبنان.  

لم تفلح ثورة الشعب فى إسقاط الفاسدين ، فالفساد يقوده قوة كبرى عصية على شعب متعلم ومثقف وواعي.

لم تحرك الطوابير الطويلة أمام محطات المحروقات الفاسدين. 

لم يتأثر الفاسدون بالمعارك على المواد الغدائية المدعمة ، فهؤلاء الفاسدون يبيعون المعونات التي تصل إلى لبنان. 

لم يتحرك قلوب الحكام الفاسدين أمام توسلات عائلات ضحايا كارثة المرفأ وكلهم قلوبهم مكسورة ومحطمين ولم يفقدوا الأمل فى ان يظهر الحق وفي النهاية هددوا أن يأخذوا بثأر أبنائهم.

هل تتخيل أن الإعلام اللبناني توصل لمعرفة كل الحقائق وبمنتهى الدقة ، وهناك ما يمكن التصريح به وأيضاً من لا يمكن التصريح به بسبب القوة الغاشمة التي تحكم لبنان والتي لا تتورع فى إغتيال معارضيها ولا ننسى إغتيال رفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني ومحاولة إغتيال مي شدياق والتي نجت بأعجوبة بعد أن فقدت ساقها.  

لازال الأمل ، كل الأمل معقود على الشعب اللبناني الذي لم يتوقف عن إعادة وجه بيروت المشرق فى حدود المتاح وهو قليل. 

وراجع راجع يتعمر … راجع لبنان 
راجع متحلي وأخضر أكتر ما كان 

،،،،،،،،،

هذا هو الجزء الأول من الحديث عن كارثة لبنان الكبرى وهى فى الحقيقة كارثة لمنطقة الشرق الأوسط كلها ، فلبنان مثل الأردن لها دور إقليمي هام. 


0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم