بقلم سامح سليم: البهلوانية السياسية في السيرك السياسي الإفتراضي

البهلوانية السياسية في السيرك السياسي الإفتراضي

بقلم: سامح فريد سليم

منذ عدة ايام كنت اشاهد برنامج تحليلى سياسى على قناة روسيا اليوم وكان الحوار ضاحكا وكانك تشاهد مشهدا كوميديا فى احد المسرحيات فقد اعتدنا على هذا المشهد الكوميدى الضاحك منذ ان دخلت القوات الامريكية بغداد فظهر محمد سعيد الصحاف العراقى الشهير وقت الحرب وهو يقف على مشارف الطريق يسب الامريكان ويتوعدهم بالهزيمة واثناء التصوير كانت المدرعات الامريكية تسير خلفه فى مشهد من مشاهد الكوميديا السياسية الضاحكة التى لاينساها احد بعد مرور هذه السنين

ولكن هذه المرة المشهد الكوميدى يعاد ولكن بطريقة اخرى على قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية واما بطل المشهد هذه المرة فكان الصحاف الاثيوبى وهو محلل سياسى اثيوبى يعيش فى استوكهلم وهذا الشخص يكرر مافعله الصحاف العراقى فهو يكره مصر والمصريين ويخرج على القنوات الفضائية يتوعد اعداء اثيوبيا بقطع المياه عنهم ويتوعد اقليم التيجراى الاثيوبى الذى هو فى الاصل واحد منهم كما قال ثم اخيرا يتوعد الولايات المتحدة الامريكية فلا اعرف من اين اتى بهذه القوة الجبارة فهل عرفتوه انه الصحاف الاثيوبى الجديد.

فكل فترة يخرج علينا بهلوان سياسى يجيد التحدث بالعربية على القنوات الناطقة باللغة العربية ولكن كلماته ليست حقيقية او واقعية فهى من قبيل الهذيان وكانه يرتدى نظارة الميتافيرس السياسية التى تصنع له عالما افتراضيا يعيش فيه ويصدقه ويحاول ان يقنع الاخرين بمصداقية هذا العالم الافتراضى الذى يتخيله ويعيش فيه فهو بهلوان فى سيرك سياسى افتراضى وبالرغم من الهزائم التى يتلقاها الجيش الاثيوبى وخراب الدولة الاثيوبية وتقسيمها وتشريد شعبها الى لاجئين فى الدول المجاورة يخرج هذا الصحاف الاثيوبى فيتوعد مصر والسودان بالهزيمة ثم يتوعد الولايات المتحدة ايضا.

وعلى الشاطىء الآخر من البحر المتوسط نرى البهلوانية السياسية العثمانية فى شرق المتوسط تارة وفى سوريا والعراق تارة اخرى ثم فى ليبيا حتى وصلت الى اثيوبيا لاتعترف بحدود الدول اوالقانون الدولى فالعثمانيون الجدد يعيشون ايضا فى نفس العالم الافتراضى فعلى السلطان العثمانى ان يخلع نظارة العالم السياسى الافتراضى الذى يعيش فيه ويقبل بالواقع بعيدا عن هذه الكوميديا السياسية الهزلية

وفى نهاية حديثى اذكر الصحاف الاثيوبى والسلطان العثمانى انه مازال النيل يجري

 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم