بقلم أ/ سامح سليم : جريمة التصوير والنشر بين التجريم والعقاب

الأستاذ سامح سليم

جريمة التصوير والنشر بين التجريم والعقاب

اصبحت جرائم التصوير بالهاتف المحمول بدون علم او رضاء المجنى عليه تشكل تهديدا خطيرا للمجتمعات الانسانية فى كافة دول العالم وتعد هذه الجريمة من اخطر الجرائم الحديثة العهد التى تهدد السلام الاجتماعى ليس فقط داخل الدولة الواحدة وانما اصبحت جريمة دولية عابرة للحدود ايضا بوضعها كتصوير فيديو على السوشيال ميديا او مواقع التواصل 

ولعل ابرز الدول تجريما لهذه الامور وعقابا عليها هى الولايات المتحدة الامريكية لانها تعد انتهاكا صارخا للخصوصية والحرية الشخصية وتعديا على السلام الاجتماعى مما يستوجب السجن والتعويض المادى الكبير

وليت كل الدول التى ترتكب فيها هذه الجرائم بما فيها من تعدى على الحرية الشخصية وانتهاكا للخصوصية ان تحذو سلطاتها التشريعية حذو الولايات المتحدة فى اقرار تشريعات صارمة تقضى على هذه الظاهرة المسيئة 

اما الشق الاخر من النتائج المترتبة على وقوع هذه الجريمة عند وضعها على السوشيال ميديا او مواقع التواصل فتتحول هذه الجريمة من جريمة محلية الى جريمة دولية عابرة للحدود مما يستوجب تشديد العقوبة او اعطاء الحد الاقصى لها باعتبارها ظرفا مشددا فى الجريمة باضفاء الطابع الدولى لهذا النوع من الجرائم فتصنف على انها جريمة جنائية دولية وليست محلية حتى وان وقعت داخل حدود دولة معينة لان اثرها يمتد الى خارج الدولة التى وقعت على اراضيها عبر مواقع التواصل المختلفة دون سيطرة

ولكن عند تجريم الفعل الاجرامى كقاعدة عامة فى كافة القوانين الجنائية فى العالم فلكل قاعدة عامة شواذ فمتى يكون مسموحا لشخص ما بالتصوير والنشر بدون اذن او دون رغبة المجنى عليه العنى بهذا التصوير ؟

والاجابة فى حالة مشاهدة احد الاشخاص لجريمة او اعتداء جنائى على شخص اخر يكون وشيك الوقوع او حدث بالفعل ويتخوف ان ينتج عنه موت او جراح بالغة ففى هذه الحالة يكون التصوير والنشر مباحا لدرء الاعتداء الاجرامى كسبب من اسباب الاباحة فالاصل كقاعدة عامة ان التصوير مجرم قانونا ولكن فى حالة الخطر وشيك الوقوع يعتبر التصوير سببا من اسباب الاباحة كحق للدفاع الشرعى عن النفس او عن الغير او عن الممتلكات ولايعد فى هذه الحالة اعتداء على الخصوصية او الحرية الشخصية

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم