بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم: مصر والهند وسياسة عدم الانحياز المتشابهة

أ. سامح سليم
 

مصر والهند وسياسة عدم الانحياز المتشابهة

بقلم: الكاتب الصحفي سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية

يرجع تاريخ حركة عدم الانحياز إلى تجمع دولى يضم 120 عضوا من الدول النامية وتعد الحركة احدى نتائج الحرب العالمية الثانية وهو انشاء تيار محايد وغير منحاز للسياسة الدولية للقوى العظمى فى العالم وانضم زعماء ابرزهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو إلى رؤية تيتو 1961 فى بلجراد.

أما فى عصرنا المعاصر تغيرت الاوضاع بعد سيطرة الولايات المتحدة فى اعقاب الحرب الباردة وسقوط الدب الروسى فى ذلك الوقت بسياسة القطب الواحد وتعتبر الهند من الدول الصاعدة الناجحة سياسيا وعسكريا واقتصاديا بفضل سياسة عدم الانحياز والتى استمرت عليها غير تابعة لأى من الدول العظمى وكان ذلك سبب تقدمها فهى لاتقحم نفسها فى صراعات اقليمية او تحالفات عسكرية حتى مع الخلاف مع جيرانها وقد أدت هذه السياسة الحكيمة منذ عقود طويلة إلى القضاء على الخلافات الداخلية أولا ثم تاتى بعد ذلك مرحلة البناء والتقدم الإقتصادى والذى دعم علاقاتها الخارجية بكل دول العالم كقوة نووية اقليمية وشريك اقتصادى لايستهان به. 

وها قد تعلمت مصر الدرس من الهند فأصبحت الآن تسير على نفس خطى عدم الانحياز مرة اخرى فى السياسة الحالية والتى ستحقق بالفعل اهداف سياسية وعسكرية وتنموية 

فهناك فوائد كثيرة ستاتى بالخير على البلدين منسياسة عدم الانحياز او الانخراط فى احلاف عسكرية تؤدى الى الخراب والانهيار مما يؤدى إلى التوازن فى السياسة الخارجية بين الشرق والغرب باستقلالية تامة فى القرار السياسى وهذا ما فعلته الهند فى علاقاتها المتوازنة فهى صديقة لروسيا وفى الوقت نفسه صديقة للولايات المتحدة وإن كان هناك عداء حدودى بينها وبين دول مجاورة فهى ايضا عضو مع الصين فى تجمع بريكس برغم الخلافات وهذا التجمع يجمع بين الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا 

هكذا تتعامل الهند بالحكمة والدهاء السياسى للحفاظ على مصالحها فضلا عن علاقاتها الجيدة بكافة دول العالم مما يفتح امامها الاسواق المتعددة لتصريف منتجاتها المتنوعة.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم