بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم : ظاهرة التواضع السياسى بين الحقيقة والخيال

الكاتب الصحفي سامح سليم

ظاهرة التواضع السياسى بين الحقيقة والخيال

بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم - عضو وكالة الصحافة الأمريكية

هل التواضع السياسى حقيقة نعيشها أم خيال مثالى من عالم آخر موازى؟

التواضع السياسى لم يأتى من فراغ فله عدة منابع هى التربية فى المنزل والتعليم فى المدرسة والتعاليم الدينية المسيحية الصحيحة فاذا تربى الانسان فى منزله وسط عائلتهعلى مبادىء معينة وهو طفل فلا يستطيع التخلى عن هذه المبادىء فيما بعد حتى لو اعتلى منصبا كبيرا لم يكن يتخيله فى يوم من الأيام. 

ويأتى دور التعليم فى المدارس واقصد هنا المدارس الحكومية وليس الخاصة فإذا كان التعليم يكرس للعنصرية والعدوانية الاجتماعية وعدم قبول الآخر فيصبح تعليما فاشلا مما يستدعى احيانا تدخل الدولة بسلتطاتها لكبح جماح هذه العنصرية وقهر الكبرياء المريض فوزارة التعليم هى فى رايى الشخصى اخطر وزارة فى المجتمع لانها تخرج لنا السفير والوزير والرئيس والقاضى ورجل الشرطة وغيرهم.

فعندما ننظر إلى نماذج سياسية متواضعة تعيش بين فئات الشعب البسيطة تركب المواصلات العامة وتعيش كعامة الشعب حتى بعد فقدان المنصب السياسى انها المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميريكل فلنتعلم منها التواضع والأخلاق وهى تسير فى شوارع المانيا بكل حرية دون حراسة وترتاد الأسواق الشعبية لشراء احتياجاتها اليومية وهناك نموذج أوروبى آخر يدعو للفخر يعطى لنا مثالا آخر رئيس وزراء هولندا المنتهية ولايته وهو يغادر عمله على متن دراجة هوائية ليعود إلى حياته وسط جموع الشعب ويستمتع بحياته كأى مواطن هولندى بسيط.

وهذه النماذج لم تأتى من فراغ وإنما اتت من تربية وتعليم وتعاليم دينية صحيحة وتربية سياسية مرموقة تقوم على فكرة الموظف العام مهما على منصبه فهو فى النهاية موظف عام فى الدولة.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم