بقلم مصطفى حمام : بزوغ نجم جديد في حكم العرب

الرئيس التونسي قيس سعيد
 

بزوغ نجم جديد في حكم العرب

بقلم/ مصطفى حمام

عندما تم إنتخابه كرئيس للجمهورية فى إنتخابات ديمقراطية وفرحوا أشد الفرح عندما كان أول تصريحاته أنه لن يتعامل مع إنقلابي ويقصد السيسي. 

إنجاهات الرجل لم تكن معروفة ولا أحد إستطاع تحديدها. 

أكاديمي وأستاذ جامعي ومتخصص عالمي فى القانون الدستوري. 

عندما ترشح للرئاسة لم يتوقع أحد أن يفوز ، فلم يكن الرجل فى يوم من الأيام منتمي سياسياً إلى إي فصيل أو توجه سياسي. 

الإخوان التونسيون أعتبروه منتمي إليهم على غير الحقيقة ، ربما لأنه يجيد التحدث باللغة العربية الفصحى. 

شعاره فى الإنتخابات كان "الشعب يريد". 

مقر حملته كانت شقة بالإيجار. 

منافسه كان أحد أغنياء تونس والقطب الإعلامي هناك والمسنود من جماعة الإخوان الإرهابية. 

إكتسح الرجل الإنتخابات بنسبة تزيد على ٧٢% وسكن قصر الرئاسة. 

معروف عنه نظافة اليد وإحترام الجميع له. 

كعادة الإخوان عندما يصلون للحكم ، يتوجهون فوراً إلى التمكين. 

التمكين يعني السيطرة على كل اجهزة الحكم بإحتلال كل المناصب فيها وأيضا تعيين من ينتمي إليهم ، وسن القوانين فى البرلمان التي تساعدهم على إحكام السيطرة على مقدرات البلاد. 

لم يكن قيس سعيد لقمة صائغة فى فم جماعة الإخوان الإرهابية والمتعاونين معهم من أصحاب المصالح. 

قيس سعيد السياسي ظهر بوضوح شديد عندما قرر أن يزور القاهرة وزاد على وجوده فى القاهرة زيارته لضريح الرئيس جمال عبدالناصر ، وقتها تأكدت على المستوى الشخصى ان هذا الرجل لا يمكن أن يكون لديه أى إنتماء للإخوان الذين يعادون النظام الحاكم فى مصر ويكرهون أشد الكره جمال عبدالناصر. 

بدأت معاناة الرجل الشديدة مع البرلمان الذي يرأسه راشد الغنوشي رئيس جماعة النهضة الإخوانية ومع هشام المشيشي رئيس الوزراء الذي تم إحتوائه من الجماعة الإرهابية وحاول أن يوجه الطرفين إلى مصلحة البلاد برسائل خفية وعلانية وإجتماعات لكن دون جدوي. 

ولأن جماعة الإخوان الإرهابية لا يرون إلا أنفسهم ولا يفهمون فى السياسة ويقللوا من شأن الآخرين والاحتماء الخاطئ بالدستور  ، سقط منهم أن رئيس الجمهورية خبير واستاذ فى القانون الدستوري وفقيه دستوري ، فقد إستطاع قيس سعيد أن يستعمل نص الدستور ليسقطهم. 

المعركة لم تنتهي ، فجماعة الإخوان يملكون المال والسلاح ، لكن يملك قيس سعيد تأييد غالبية الشعب بعد أن عانوا من الحكم الإخواني لمدة عشر سنوات وأهم معاناته مع كورونا الذي فشل الحكم البرلماني ان يتعامل معه. 

الرجل يتعامل مع الوضع بهدوء وثقة وخطوات محسوبة بدقة متناهية وكانت نتيجتها فشل الإخوان فى تكرار تجربتهم في مصر من حيث تنظيم المظاهرات والاعتصامات. 

الرجل السياسي قيس سعيد اخرس كل الألسنة التي يمكن أن تقول أن ماحدث فى تونس إنقلاب ، الذى قال هذا كانوا ثلاثة معروفون وهم تركيا وقطر وإيران ، أما العالم لم يعتبر ذلك إنقلاباً وكانت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل التي قالت صراحة ان ما حدث فى تونس ليس إنقلاب. 

وتبقى كلمة ، 

من وجهة نظري الشخصية ، أن زيارة قيس سعيد للقاهرة كانت نقطة فيصلية ليعرف الكثير من حيث قوة جماعة الإخوان الإرهابية يمكنه بسهولة أن يتغلب عليها. 

هذه الزيارة كانت أكبر خطوة لكي يقرر قيس سعيد أن يهدم آخر صرح لجماعة الإخوان فى البلاد التي تنطق بالعربية. 

تحية للإنقلابي قيس سعيد الذي إنقلب على الجهل والزيف واللصوص الذين ينهشون أوطانهم ويدمرونها فى سبيل تحقيق هدفهم الأكبر والمستحيل وهو عودة الخلافة الإسلامية وتدمير الحدود بين اقطارها. 

وتعود تونس الخضراء ، وياخضراء لكِ مني سلام. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم