مصطفى حمام يكتب : دولة الإرهاب القادمة فى أفغانستان

الكاتب والمحلل مصطفى حمام
 

دولة الإرهاب القادمة فى أفغانستان

أفغانستان وليس غير أفغانستان هي الدولة التي سوف يعلن فيها قريبا جداً عن سقوط نظام الحكم الحالي وإقامة النظام الجديد للحكم بقيادة المنظمة الإرهابية طالبان وبدعم تنظيم القاعدة الإرهابي.  

الغريب والغريب جداً فى الوقت الذى يشن العالم الحر الحرب على الإرهاب ، نجد أن القوة العظمى الأولى تعطي الفرصة كاملة للإرهابيين لقيام دولتهم الجديدة. 



كيف يحدث ذلك ، فإليك بعض التفاصيل السريعة :  

١. إحتلت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان بعد أحداث ١١ سبتمبر بحجة القضاء على الأرهاب والقضاء على طالبان والقاعدة. 

٢. إستمر الإحتلال الأمريكي لأفغانستان ٢٠ سنة ، نعم ٢٠ سنة. 

٣. اضطرت وربما أُجبرت الدولة العظمى أن تجلس على مائدة المفاوضات مع طالبان التي كانت الهدف الرئيسي للإحتلال الأمريكيون القضاء عليها. 

٤. توصلت أمريكا إلى إتفاق مع طالبان للإنسحاب من أفغانستان. 

٥. من قبل إتمام الإنسحاب الأمريكي بدأت طالبان فى السيطرة على أفغانستان من جديد حتى وصل أنها سيطرت على ٩٠٪؜ من حدود أفغانستان ، وهى حدود مع دول هامة بحكم موقع أفغانستان الهام والإستراتيجي. 

٦. كان من المعروف والمعلن والمعترف به أن طالبان سوف تسيطر على أفغانستان بالكامل فى مدة لا تزيد عن ٦ أشهر من بداية الإنسحاب الأمريكي ، ووصلت اليوم إلى أنها يمكن أن تسيطر على أفغانستان وإسقاط النظام خلال ٣٠ - ٩٠ يوماً.  

الوضع الجديد فى أفغانستان سوف يسمح بأن يتجمع كل القوى التي تنادى وتسعى لقيام الخلافة الإسلامية ، وهذه القوى تنتهج مبدأ الميكافيلي ، فكل شئ مباح فى سبيل تحقيق الهدف المنشود. 



سوف تتجمع كل قوى الإرهاب وتنضم إلى طالبان والقاعدة بعد أن فشلت الولايات المتحدة الأمريكية فى القضاء عليهما. 

سوف يهاجر إلى أفغانستان أعضاء التنظيم الأم وهو جماعة الإخوان المسلمين والذين يبحثون عن مأوى آمن بعد أن أصبحوا تحت التهديد الأمني فى كثير من الدول مثل تركيا وبعض دول الإتحاد الأوروبي.
سوف يذهب إلى أفغانستان أيضًا كل التنظيمات الإرهابية والتي خرجت من تحت عباءة الإخوان مثل داعش وجبهة النصرة وبوكو حرام وغيرهم وسوف يكون عندهم حرية الحركة بالقيام بالأعمال الإرهابية ضد العالم الحر والدول الإسلامية التي تقاومهم. 

مؤكد أن دولة الإرهاب فى أفغانستان سوف تجد الدعم والسند من جمهورية إيران الإسلامية ليكون لها دور فى إرهاب العالم ثم دور فى حكم العالم بعد قيام دولة الخلافة. 
إيران سوف تكرر دورها التي قامت به إبان حكم الدولة العباسية ، عندما كان الفرس هم من يحكمون موضوعاً والشكل كان للخلفاء العباسيين. 

لا يجب أن ننسى دور روسيا والصين فى دولة الإرهاب القادمة فى أفغانستان وسوف يقوم على مبدأ البراجماتية وسوف تخرجا بمكاسب كبيرة أقلها مبيعات السلاح الكبيرة والتي سوف تنشط بقوة مع دولة الإرهاب الجديدة وبيع التكنولوجيا والتي سوف يحتاجها الإرهابيون بشدة لتنفيذ عملياتهم فى كل أنحاء العالم.  

السماح بقيام دولة طالبان مرة أخرى فى أفغانستان سوف تكون أكبر جريمة ضد الإنسانية.
 


ربما يأتي اليوم الذى يتذكر العالم كله جرائم النازية بعد أن يرى أبشع منها تقوم بها دولة الإرهاب القادمة فى أفغانستان ضد الإنسانية بلا رحمة ولا شفقة لتحقيق هدفهم فى السيطرة على العالم عن طريق دولة الخلافة. 

وتبقى كلمة :

إن كانت الإدارة الأمريكية تظن أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون بعيدة عن إرهاب الدولة القادمة فى أفغانستان والتي ساهمت كثيرا فى إيجادها ، فهذه الإدارة تعيش فى وهم لأن الولايات الأمريكية سوف تكون أول المستهدفين لأسباب سوف أذكرها فى مقال قادم. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم