أ. سامح سليم |
بقلم الكاتب الصحفي: سامح سليم
عندما
نبدأ الحديث فى هذا الموضوع الذى تسبب فى كثير من الحروب على مر التاريخ وكان أحد
ركائز بعض الحروب على مستوى العالم وهو الدول الحبيسة التى لاتطل حدودها على
محيطات أو بحار كما تعتبر الدول التى تطل على بحار مغلقة دولا حبيسة أيضا وتشترك
هذه الدول بحدود جغرافية برية مع دول أخرى والدول الحبيسة تختلف من قارة الى اخرى
حسب مساحتها وتضاريسها ففى امريكا الجنوبية توجد بوليفيا وباراجواى
وفى
قارة آسيا يوجد الكثير من الدول الحبيسة مثل ارمينيا واذربيجان - كازاخستان -
بوتان - قرغيستان - لاوس - منغوليا - طاجكستان - تركمانستان - نيبال - اوزبكستان -
جمهورية ارتساخ - افغانستان
أما
فى قارة أفريقيا بوتسوانا - بوركينافاسو - زيمبابوى- زامبيا - أوغندة - سوزيلاند -
جنوب السودان - رواندا - النيجر - مالى - مالاوى - ليسوتو - اثيوبيا - تشاد -
بوروندى - جمهورية افريقيا الوسطى
أما
فى اوربا مقدونيا - المجر - كوسوفو - لىخنششتاين - لوكسمبورج - صربيا - سويسرا -
الفاتيكان - مولدوفا - النمسا - بيلاروسيا - سلوفاكيا - جمهورية التشيك - اندورة
- سان مارينو
وبعدذلك
نتعرف على أهمية المنافذ البحرية والممرات الملاحية الدولية فهى شريان الحياة
للدول المطلة عليها والتى تملك موانى بحرية تعمل على انعاش حركة التجارة وتداول
البضائع والحاويات أما الممرات الملاحية الدولية وأن وقعت بالكامل داخل دولة ما
فان القانون الدولى البحرى ينظم الملاحة فيها من خلال افتفاقيات ومعاهدات دولية
تلتزم بها الدولة التى يمر داخل أراضيها الممر الملاحى مقابل رسوم تدفعها السفن
العابرة مثل افاقية مونترو 1936 التى منحت تركيا السيطرة على مضيقى البسفور
والدردنيل وايضا اتفاقية القسطنطينية التى تم توقيعها عام 1888 وهدف الإتفاقية كان
الإقرار بحرية مصر وسيادتها على قناة السويس وبالرغم من مظلة الإتفاقيات الدولية
على مستوى العالم وقعت العديد من الحروب بسبب الممرات الملاحية والمضايق البحرية
وحتى الانهار الدولية الصالحة للملاحة فهناك بعض الدول الحبيسة لكنها تطل على
انهار دولية صالحة للملاحة تجعل لها منفذا لأنها تتصل فى النهاية ببحر أو محيط
ولعل تنظيم الملاحة فى الانهار الدولية يخفف من الاحتقان الذى تعيشه الدول الحبيسة
فتجعل لها مخرجا دوليا للتجارة تنطلق من خلاله الى البحار والمحيطات او حتى بانشاء
قنوات وممرات ملاحية صناعية عن طريق الحفر تعطى أهمية استراتيجية أكبر للموقع
الجغرافى أو لإيصال البحار المغلقة بالبحار المفتوحة مثل قناة السويس ومضيقى
البسفور و الدردنيل
والحرب
الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا أحد أهدافها غير المعلنة هى السيطرة على مساحات
بحرية كبيرة تجعل الأسطول الروسى حرية الحركة والإستحواذ على منافذ بحرية جديدة
متقدمة على البحر الاسود حتى لاتظل روسيا دولة حبيسة بحريا كما استولت قبل ذلك على
جزر الكوريل اليابانية الأصل والتى احتلتها روسيا مطلة على المحيط الهادى
واستيلائها على شبه جزيرة القرم الاستراتيجية فضلا عن الثروات البحرية مثل الغاز
والنفط والثروة السمكية وغير ذلك فمن يسيطر على البحار والمحيطات يسيطر على اقتصاد
العالم
وفى نهاية حديثنا يبدو ان هناك حروب قائمة وحروب يمكن ان تندلع فى المستقبل القريب للسيطرة على طرق التجارة الدولية والمنافذ والممرات الملاحية الدولية والتى يجب حمايتها بالقوة العسكرية تحت مظلة المعاهدات الدولية التى ينظمها القانون الدولى تحت اشراف الأمم المتحدة
إرسال تعليق