بقلم د. ماريان تادرس : أزمة المهاجرين وتخبط الإدارة الأمريكية

 

 أزمة المهاجرين وتخبط الإدارة الأمريكية

بقلم د. ماريان تادرس 

مر واحد وعشرون شهرا على تولي الرئيس جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولازالت هناك قاعدة عريضة من آلاف المهاجرين الشرعيين ينتظرون تحقيق وعوده فيما يتعلق بإصلاح نظام الهجرة، وبدلاً من أن تسير الأمور على ما يرام، سارت إلى الأسوأ بالنسبة لقاعدة عريضة من المهاجرين الشرعيين الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ ست أو سبع سنوات للتقدم بطلب اللجوء كما هو متعارف عليه ، تم منح هذه الفئة تصريح عمل مع البقاء على قائمة الإنتظار طيلة هذه السنوات حتى يتم مقابلتهم من جانب مكتب شؤون الهجرة للفصل في قضيتهم.

يمر المهاجرين الشرعيين الآن بمأزق عنق الزجاجة في الوقت الذي يتحدى فيه حكام الولايات الجمهورية مثل تكساس وفلوريدا بعد استقبال اللاجئين من الحدود الجنوبية وإرسالهم إلى ولايات الشمال مثل واشنطن العاصمة ونيويورك ليساهموا في احداث مزيداً من الأزمة في هذه الولايات الغير مستعدة لإستقبال أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين.

وفي ظل هذا التحدي يدفع المهاجرين الشرعيين الذين تقدوا بطلب الإقامة منذ سنوات طويلة ثمناً باهظاً نتيجة توقف وزارة الهجرة عن  .تجديد تصريحات العمل لهم او تجديد رخص القيادة وبطاقات الهوية أو حتى تحديد موعداً لمقابلتهم في مكتب الهجرة 

لقد تسببت هذه الفوضى والإرتباك في التعامل مع ملف المهاجرين إلى كارثة إنسانية حقيقية لآلاف الأسر المهاجرة التي تعمل داخل أمريكا منذ سنوات والتي تلتزم بدفع الضرائب وتسعى للإلتزام القانوني في كل معاملاتها. لقد دفع سوء التخطيط وتجاهل هذه الفئة الآن وحرمانها من تجديد تصريح العمل أو المقابلة مع ضباط الهجرة إلى توقفهم عن العمل بشكل قانوني، والبحث عن العمل النقدي الذي لا يلزمهم بدفع الضرائب ولك لأنه لا خيار أمامهم لتلبية نفقات المعيشة المرتفعة.

سوف تؤدي هذه السياسة الساذجة في التعامل مع المهاجرين الشرعيين إلى ضياع ملايين الدولارات سنوياً على الحكومة الأمريكية نتيجة إتجاه هذه الفئة من المهاجرين للعمل الكاش. فمن صاحب المصلحة في الإضرار بالمهاجرين وبالإقتصاد الأمريكي وبإحداث هذه الفوضى كلها في المجتمع الأمريكي؟

   والسؤال الرئيسي هنا للرئيس جو بايدن الذي نادى في حملته الإنتخابية بدعم المهاجرين، هل سيتم السكوت عن هؤلاء المهاجرين الشرعيين ومعاملتهم بالمثل مع المهاجرين غير الشرعيين؟

وهل سيدفع المهاجرين الشرعيين ثمن تخبط السياسة الإمريكية في التعامل مع أزمة المهاجرين؟

إلى متى ستظل الأمور هكذا ، لا أحد يفهم إلى أين تسير وإلى أين تستمر؟

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم