أ. سامح سليم |
فقدان المصداقية السياسية
بقلم الكاتب الصحفي: أ. سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية
لاشك أن تعامل الدول مع بعضها البعض فى اطار العلاقات الدولية المتعارف عليها يستلزم المصداقية والوفاء الى حد كبير بالوعود السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية وفقدان المصداقية السياسية يأتى أحيانا من الصراعات السياسية الداخلية على الزعامة والسيطرة دون النظر البعيد الى مصالح البلاد العليا وفقدان بوصلة التعامل الدولى مع مختلف دول العالم دون مراعاة لمصالح البلاد الداخلية والخارجية ايضا وهذا ما يحدث الان من تخبط سياسى للسياسة الخارجية الامريكية والذى يعود سببه الرئيسى إلى الصراع على السلطة بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى فى تباين واختلاف واضح وصارخ بين .اقصى اليمين واقصى اليسار
إن إختلاف السياسات الجذرى يعطى لدى الدول التى تتعامل مع الولايات المتحدة انطباع بعدم الثقة والأمان نظرا لإختلاف الحزبين الكبيرين والتباين الصارخ بينهما فى التعامل الدولى دون الرجوع الى المؤسسات الأمريكية فدولة المؤسسات والقانون هى الأساس الذى بنيت عليه السياسة الامريكية والتى يثق فيها المجتمع الدولى اما دولة الاحزاب اسقطت السياسة الامريكية ووضعتها فى موضع ضعيف من عدم الثقة بالوعود السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية.
فسيطرة الاحزاب بهذه الطريقة على المشهد السياسى الأمريكى يعنى سقوط دولة المؤسسات وفقدان المزيد من الحلفاء والاصدقاء وغياب السياسة الخارجية الامريكية عن المشهد السياسى الدولى.
واعتقد أن اعادة النظر فى السياسة الخارجية الأمريكية هو أمر حتمى لإستعادة هيبتها التى فقدت فى الآونة الاخيرة وانه من الحكمة السياسية الان التعامل بحيادية كدول عدم الانحياز التى تتعامل مع المجتمع الدولى طبقا لمصالحها العليا أولا ودون الإنحياز لتحالفات أو اطراف بعينها.
إرسال تعليق