الكاتب الصحفي سامح سليم |
ثقافة الماضى وثقافة الحاضر
بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم
عضو وكالة الصحافة الأمريكية
تدهشنى دائما الحوارات المجتمعية بين ثقافة الماضى الراقية وثقافة الحاضر الغوغائية الغير مسئولة والتى تعقد مقارنات على الهواء فى أحاديث متضادة او عكسية بين من يريد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء ويعيد ثقافة الماضى أو الزمن الجميل لأنه يؤمن بهذه الثقافة ويريد تطبيقها ومن يريد أن يعيش فى ثقافة الحاضر المريرة بمساؤها.
وفى ظل صراع الثقافات بين الماضى الجميل والحاضر المرير ظهرت ثقافة وسطية تجمع بين الاثنين معا الشرقية والغربية فى تناغم غريب تحكمه سيادة القانون ويد الدولة الثقيلة فى تنفيذ القانون ولن اذكر اسماء دول بعينها أو ثقافات محددة ولكن الفيصل فى هذه الامور والمستجدات هى الدولة وقدرتها على تنفيذ القانون وتطبيقه وتطبيق الدستور فى بند الحقوق والحريات فإذا كانت الدولة قوية فى تطبيق القانون فلن ترى ظواهر سلبية فى مجتمعات الحاضر المرير ، وإن كانت الدولة ضعيفة متخاذلة سواء كان هذا التخاذل عن قناعة أو عن ضعف أو فقر أو جهل ظهر الحاضر المرير بوضوح.
ومن مرارة الحاضر الأليم مثلا هو بالاساس التدخل فى شئون الاخرين وخصوصياتهم كالملبس والماكل والحرية الشخصية المسئولة والسؤال عن خصوصيات لاينبغى التدخل فيها أصلا وهذا لا يوجد فى المجتمعات المتحضرة او الزمن الجميل الذى كانت تعيشه مجتمعاتنا فى الماضى فالحرية الشخصية مقدسة فى المجتمعات الغربية ومحمية بالدستور والقانون كما كانت مجتمعاتنا فى الماضى الجميل.
ونصيحتى لكل من يدير حوارات فى هذا الشأن فى مجال الإعلام لن تستطيعوا تغيير ثقافة المجتمع إلى زمن جميل مضى الا بتطبيق القانون أولا والقضاء على الجهل والفقر والمرض وتغيير مناهج التعليم ثانيا لان هذه الاشياء هى المحرك الخفى لما يحدث فى الحاضر المرير.
إرسال تعليق