بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم: اليمين الفرنسى يرتدى السترات السياسية الصفراء

الكاتب الصحفي سامح سليم

اليمين الفرنسى يرتدى السترات السياسية الصفراء

بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم - عضو وكالة الصحافة الأمريكية

فرنسا دولة القانون دولة الحريات دولة منشأة للدساتير والنظم السياسية ، دولة التعبير عن الإرادة والحرية المسئولة دولة مؤثرة فى محيطها الاوروبى والعالمى دولة المعارضة الحقيقية دولة المؤسسات دولة فلاسفة القانون والمفكرين والفنانين والسياسيين المرموقين والعسكريين دولة بونابرت وديكارت وروسو وفولتير وشارل ديجول وجاك شيراك وميتران. 

وشعب هذه الدولة يعى مايفعل ويحب بلاده ويعتز بهويته الفرنسية الأوروبية فعندما تتعرض بلاده لخطر داهم يقف فى وجه السلطة معترضا مرتديا السترات الصفراء فهى اصبحت رمزا للإعتراض السياسى أو الثورة السياسية على أخطاء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية تعصف بإقتصاد الشعب وهويته الأوروبية فى ظل غياب المسئولية السياسية الحاكمة عن الوعى والانتماء الأوروبى فينتفض الشعب بمفكريه وسياسييه وطبقته الوسطى فى وجه النظام الحاكم مرتديا هذه المرة السترات السياسية الصفراء للإعتراض على الحكم الحالى فى صورة السيدة مارى لوبان زعيمة اليمين المتشدد فى عدة قضايا عاصفة بالمجتمع الفرنسى والاوروبى مثل قضايا الهجرة غير الشرعية وطغيان ثقافة المهاجرين على الهوية الفرنسية والعادات والتقاليد الأوروبية الراسخة وتاثيرها على السياسة والاقتصاد وعلى آمال وطموحات الشعب الفرنسى والشعوب الأوروبية التى تستمد قوتها من دول لها القيادة والتأثير فى المجتمعات الاوروبية المحيطة مثل فرنسا والمانيا وايطاليا ، فإيطاليا دولة التاريخ الرمانى والحضارة وعصر النهضة وفرنسا دولة القانون والسياسة والدساتير ، والمانيا دولة الاقتصاد والصناعة

فهل هى ثورة سياسية حقيقية للتغيير السياسى بصعود اليمين الفرنسى أم هى حملة فرنسية جديدة للإستعادة الهوية الفرنسية الأصيلة من جديد.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم