بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم: الدرع الواقى بين الحاضر والماضى

الكاتب الصحفي سامح سليم

الدرع الواقى بين الحاضر والماضى

بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية

منذ فجر التاريخ القديم للعالم ظهرت حضارات وامبراطوريات اعتمدت فى توسعها وتاسيس امبراطورياتهاعلى القوة العسكرية والتعداد السكانى الكبير وكانت تتوسع لضم الاراضى والبلدان الضعيفة لتسيطر عليها وتستعبد شعوبها وتتمتع بمواردها الاقتصادية لتسخرها لخدمة المجهود الحربى التوسعى والحفاظ على مكتسباتها ولاتزال دول كثيرة تؤمن بان القوة العسكرية هى السبيل الوحيد للحفاظ على امبراطورياتها المهيمنة على العالم فى العصر الحديث والمعاصر 

فهل بدأ العالم يتغير بفكره العسكرى والنووى الحديث إلى فكر جديد معاصر مغاير تماما

لقد بدأ المفكرون والمحللون السياسيون والإقتصاديون المعاصرون التحليل المنطقى لفك هذا اللغز فى عصرنا المعاصر لأن العالم يتغير بسرعة شديدة وتتغير المفاهيم والأفكار من عسكرية إلى استراتيجية ومن النووية إلى الاقتصادية والتكنولوجية ومن التوسعية إلى الهيمنة المالية حتى اصبح امتلاك المواد الخام أو الموارد الطبيعية لدول فقيرة أو نامية .درعا واقيا جديدا معاصرا فى العالم الجديد المعاصر 

وفى ظل هذه المفاهيم المعاصرة المتغيرة والجديدة أصبح الدرع الواقى للدول ليس القوة العسكرية وحدها ويتضائل مع مرورالأيام لوجود عناصر أخرى باتت مؤثرة أكثر من .القوة العسكرية أو النووية 

فهناك الإقتصاد القوى الذى يسيطر على صناعات استراتيجية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية أو امتلاك التكنولوجيا العلمية المتقدمة فى الكمبيوتر وصناعة الدواء والاجهزة الطبية او علوم الفضاء أو الحرب عن بعد مثل الولايات المتحدة وأوروبا او امتلاك الرقائق الالكترونية التى تدخل فى صناعات استراتيجية مثل تايوان او ماليا فالعملات القوية تسيطر على سوق المال العالمى مثل الولار الامريكى واليورو 

فكل هذه دروعا واقية فى عصرنا المعاصر اكثر تأثيرا من القوة العسكرية او النووية فمن يسعى لامتلاكها فى هذا العصر اصبح يضيع وقته ويهدر أمواله فى ما لايفيد.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم