راشد الغنوشي |
ولأنهم لا يفهمون …… في السياسة
بقلم / مصطفى حمام
عندما إنتخب التونسيون حركة النهضة فى تونس (جماعة الإخوان الإرهابية) ، هاجم كثير من المصريين هذا الإختيار مشفقين على تونس والتونسيين من المصير الأسود الذى ينتظرهم على يد الجماعة الإرهابية وأيضا لرفض الغالبية العظمى من الشعب المصري لكل ما هو إخواني بعد تجربة سنة من حكمهم أخرت مصر مائة سنة.
في ذلك التوقيت كتب قائلاً : لابد من إحترام إختيار الشعوب ، ودعهم يجربون وكلي ثقة أن شعب تونس المتعلم والمتحضر سوف يلفظهم.
قلت أيضا أن حركة النهضة سوف تفشل كما فشل التنظيم الأم فى مصر ، ولم يكن هذا على سبيل التمنى ولكن كنت واثق كل الثقة فى ذلك للأسباب الآتية :
1. حرص جماعة الإخوان على الحفاظ بكراسي الحكم مثل حرصهم على الحياة ، فهم جوعى للحكم والسيطرة.
2. تعويض سنوات الإظطهاد الذي تعرضوا له على يد الحبيب بورقيبة وزين الدين بن على الرئيسان السابقان لتونس. التعويض هنا يتمثل فى إحتكار السلطة والتعويض النفسي والمادي.
3. كراهيتهم وعدائهم للشعوب المنتمين إليها ووصفهم بالكفار ، إن لم يتبعوهم.
4. التركيز الشديد على فكرة إقامة الخلافة الإسلامية ووضع خطة التنظيم الدولي موضع التنفيذ ، وهذا يؤثر على كيان أى دولة ووجودها.
5. حكم جماعة الإخوان يجعل الشعب يعاني أشد المعاناة من الأزمات المتلاحقة.
6. إغتيال كل صاحب رأي مخالف ومؤثر.
أهم نقطة أنهم "لا يفهمون فى السياسة" ، وأن الدول تُحكم بالسياسة وليس بالدين ولا بالقهر والحرص على تحييد الرأي الآخر ودحره.
ولعل خير مثال على ذلك من التاريخ الذي يؤمنون به هو الحرب بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. لم ينتصر معاوية بالقوة العسكرية ولا بالروح الإيمانية ، بل إنتصر معاوية بالسياسة والدهاء السياسي بقيادة عمرو بن العاص حليفه من قبيلته بني أمية وقامت دولة الأمويين وعاصمتها دمشق وعاشت مئات السنين.
ولأنهم لا يفهمون في السياسة ، فقد كان من السهل أن تكتشفهم الشعوب سريعاً ، في مصر لم يستمروا غير سنة ، فى ليبيا لم يستطيعوا السيطرة على حكم سائر ليبيا بعد أن أسقطهم الشعب الليبي فى الإنتخابات النيابية ولم يعترفوا بها وتحولت ليبيا إلى ساحة للحرب الأهلية وساحة لتجميع جماعة الإخوان الإرهابية ، أما فى تونس فقد إستمروا عشر سنوات تحت مسمى الديمقراطية والدستور وسن القوانين التي تفيدهم في التمكين.
ولأنهم لا يفهمون في السياسة ، فقد لعبوا من وراء العبائة الدينية اقذر الألعاب معتمدين على إحترام الشعوب للأديان ، وأسقطوا من حساباتهم وعي الشعوب فسقطوا.
ولأنهم لا يفهمون في السياسة ، خرج الغنوشي زعيم حركة النهضة فى تونس ليدعوا كل أتباعه للنزول إلى الشارع والاعتصام أمام البرلمان ، ولما فشلت هذه الدعوة ولم يستجب إلا عشرات من أتباعه دعى إلى حوار بين كل القوى السياسية. وهذه الدعوة سوف تفشل لأن القوى السياسية إن كانت سياسية سوف تهرب من أى مشهد يقوده جماعة الإخوان المرفوضة بغالبية شعبية.
ولأنهم لا يفهمون في السياسة ، تخيلوا أنهم سوف يظلون فى الحكم سنوات طويلة مثل زعيمهم أردوغان ، ونسوا أن أردوغان حول دولته أولًا إلى دولة تشابه دول أوروبا لينضم إلى الإتحاد الأوروبي وطبق سياسة التمكين على مراحل في مدة زمنية طويلة لأنه سياسي قدير لا شك في ذلك ، وبعدها أظهر الوجه القبيح المعتاد لجماعته الإرهابية.
الوقت القادم لن يكون الأفضل لجماعة الإخوان الإرهابية وسنرى حرب خفية وعلانية فى سبيل البقاء ، وسوف أتحدث فى المقالة القادمة عن المتوقع من إخوان ليبيا لمساندة فصيلهم في تونس.
إرسال تعليق