الكاتب الصحفي سامح سليم يكتب: دولة بلا حدود

الكاتب الصحفي: سامح سليم

دولة بلا حدود

بقلم: الكاتب الصحفي أ. سامح سليم

إن مقومات الدول القوية او الدول العظمى تأتى بفرض سيطرتها على حدودها الممتدة بحرا والمتمثلة فى سواحلها البحرية ومياهها الاقليمية او ان كانت تطل على بحيرات عظمى تتشاطىء فيها مع دول اخرى كالبحيرات العظمى بين الولايات المتحدة وكندا وايضا فرض السيطرة على حدودها البرية مع دول اخرى تتمثل فى طرق وعابر برية مفتوحة على دول اخرى مثل الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك وهى حدود كبيرة ذات تضاريس صعبة فى بعض المناطق وايضا فرض السيطرة على المجال الجوى والتحكم فيه بشكل كامل.

فإذا تم انتهاك هذه الحدود الدولية تم معه انتهاك حرمة الدولة وسيادتها على أراضيها فتصبح فى هذه الحالة دولة مستباحة بلا حدود او تاخذ شكلا اخر فى القانون الدولى العام اشبه باللادولة وليست الدول العظمى فقط التى تملك الامكانات العسكرية والقانونية واللوجستية لضبط حدودها بل الدول الصغرى ايضا والتى تزيد من نسبة الانفاق العسكرى والتى تستميت فى الحفاظ على حرمة حدود الدولة لانها ترمز للسيادة و السلطة على اراضيها فضلا عن الوقاية من المخدرات والتهريب والإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها

وليس معنى احكام السيطرة على الحدود عدم استقبال المهاجرين أو اللاجئين وان كانت الدولة التى تستقبلهم تحتاج بالفعل الى عمالة فعلى سبيل المثال الحدود الجنوبية المفتوحة الان للولايات المتحدة هى حدود مستباحة من قبل المهاجرين غير الشرعيين فلماذا لاتقنن الاجراءات القانونية للدخول بحيث تقوم شركات كبيرة او مؤسسات امريكية باستقدام هؤلاء على كفالتها الخاصة للعمل لديها بعقود عمل واقامات مؤقتة تنتهى او تجدد حسب مدة العمل واحتياج هذه الشركات مع احتفاظ السلطات فى الولاية بجواز سفر العامل مقابل تصريح عمل قانونى حيث لايستطيع التهرب من سداد الضرائب حيث تؤخذ الضرائب من المنبع اى من هذه الشركات قبل صرف مرتبات العمال كما تقوم الدولة باعادة توزيع السكان خاصة من المهاجرين واللاجئين فتشترط عليهم المكوث فى ولايات معينة تعانى من نقص فى السكان والعمالة فلا يكون هناك تكدس فى مناطق معينة دون الاخرى ويكون هذا لمدة 5 سنوات على الاقل دون مغادرة هذا المكان يمنح بعدها الإقامة الدائمة أو الجرين كارد وبهذه الطريقة يتم ضبط موضوع المهاجرين ضبطا تشريعيا وقانونيا مع تجريم العمل بدون تصريح عمل أو اوراق رسمية مما يجعل الدولة تسيطر امنيا وقانونيا ومن ناحية التهرب الضريبى بالعمل بطريقة غير شرعية فلايجوز ان يدفع المواطن الامريكى الضرائب لمن لايستحقها 

فهناك طريقين لضبط حدود الدولة البرية والبحرية الطريق العسكرى والأمنى المعتاد فى كل الدول وهذا ليس كافيا والطريق التشريعى والقانونى من ناحية أخرى فى استحداث قوانين وتشريعات جديدة مع اعادة توزيع المهاجرين واللاجئين على الولايات الامريكية.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم