بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم: استثمار التاريخ في العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية

الكاتب الصحفي سامح سليم
 

                                            استثمار التاريخ في العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية

                  بقلم الكاتب الصحفي الأستاذ سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية

التاريخ أو بمعنى أدق سرد الوقائع التاريخية التي مضت عليها أزمنة بعيدة في دولة ما وإظهارها واستثمارها والإستفادة منها هي أحد دعائم تدعيم العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية، فهي أحد أفرع القوة الناعمة التي تتسلل إلى وجدان الشعوب وحكوماتها مهما كانت قوية أو غنية ظاو حتى متشددة، ولا يجب على الدولة إخفاء التاريخ أو محوه حتى وإن كان غير مشرف أحياناً، فالإعتراف حتى بوقائع تاريخية غير مشرفة تضفي الكثير من المصداقية والمصداقية والموضوعية في التعامل مع الآخرين فهناك وقائع وأحداث تاريخية غير مشرفة مثل مذابح الأرمن على سبيل المثال فلا يجوز انكارها حتى لو تحسنت العلاقات بعد ذلك بين تركيا وأرمينيا، لأن التاريخ لا يمحى بمرور الأزمنة وإنما يجوز أن يكون أعداء الماضي أصدقاء الحاضر، ويمكن أن يكون هناك تعاوناً اقتصادياً لأن الأجيال الحالية لا صلة لها بالماضي البغسض، وعلى الجانب الآخر تحدث وقائع تاريخية على مستوى الأفراد سواء علماء أو فنانين أو مفكرين أو معندسين ولدوا على أراضي دولة معينة في حقبة تاريخية يمكن استثمارها اقتصادياً ودبلوماسياً أو ثقافياً وسياحياً وأذكر في هذا الشأن المغني الفرنسي الشهير كلود فرانسوا الذي ولد في مدينة الإسماعيلية حيث عاش وتربى فتر الطفولة فكان أبوه يعمل موظفاً في هيئة قناة السويس قبل تأميم القناة ، ومغادرته مع أسرته إلى فرنسا بعد التأميم وأيضاً المغني الفرنسي الشهير أزبكوماسيس الجزائري الأصل - وهنا الإشارة إلى كيفية استثمار الوقائع التاريخية والثقافية والفنية في دعم العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية، فهناك متاحف في الغرب كالولايات المتحدة وأوروبا وجنوب أفريقيا على سبيل المثال لوقتئع تاريخية مؤلمة عن العنصرية وغير ذلك وأيضاً لوقائع أخرى عن مراحل التقدم السياسي والإقتصادي والإجتماعي، فذاكرة التاريخ لا تمحى مهما طالت الأزمنة واستثمارها هي ثمار يجب جنيها.


0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم