مرجريت إقلاديوس |
كنوز النيروز (عيد وبت رنبت) :
بقلم الكاتبة الصحفية: أ / مرجريت إقلاديوس
يعتبر عيد النيروز أو عيد وبت رنبت (رأس السنة المصرية) هو أول يوم في السنة المصرية الزراعية الجديدة...
يرجع تاريخ إلاحتفال بهذا العيد إلى ما لا يقل عن 12 ألف عام أي منذ عرف المصريون علم الفلك والذي من خلاله يتم تحديد بداية السنة والانقلابات الربيعية والخريفية..
و يعد الأحتفال بعيد النيروز الذي يقع فى أول شهر توت الموافق ١١ سبتمبر بمثابه وداعاً للصيف وبداية شهر الخريف..
فتبدأ الشمس في إلانحسار ويبدأ الجو فى البرودة خصوصاً فى ساعات الليل والفجر وهذا يستدعى الملابس الشتوي ..
و من المعروف إن عيد "وبت رنبت" ومعناه "افتتاح السنة" وهو عيد رسمي للدولة في مصر القديمة..
والذي أصبح فيما بعد يسمي ب عيد النيروز و أن أختلف مع الوقت نسبياً عن العيد الأصلي ..
وكان يأتي في بداية الموسم السنوي للدورة الزراعية و التي تنقسم إلى ثلاثة فصول: فصل الفيضان و فصل الإنبات و فصل الحصاد..
و كان كل فصل مكون من ثلاثه أشهر طبقاً لفصول الزراعه المعروفه قديماً و التي توارثها الاقباط في مصر خاصة في صعيد مصر و جنوبها و ممن يعملون بالفلاحة والزراعه حتي الان .
و هنا يجب أن نتوقف عند ملاحظه هامة جداً و هي أن المصريين القدماء كانوا يترقبون قدوم هذا العيد بداية من يوم 11 يونيو ..!!
و هنا يجب أن نتوقف مره اخري عند ذكر ذلك التاريخ لنعرف ان الآصل هنا و سبب اختلاف التاريخ كان عن بسبب طريقه رصد عكارة الطمي في نهر النيل و التي كانت تأتي من المنابع في الجنوب وغالبًا ما تظهر في نهاية شهر يونيو.!!
وأُطلق على عملية رصد هذه العكارة بعيد (سقوط دمعة إيزيس ) و كان ذلك لشدة بكائها علي زوجها و محبوبها اوزوريس .
وعن سبب تغير تاريخ رأس السنة الزراعية المصرية من 17 يوليو إلى 11 سبتمبر هو إن بداية الفيضان الفعلية لنهر النيل تتوافق مع ظهور مجموعة النجمة "سُبدت"..
و سبدت هو أسمها بالمصرية القديمة والمعروفة في اللغه العربيه بنجم الشعرى اليمانية..
و من المعلوم إن المجموعة الشمسية تدور في المجرة وتأخذ الدورة 10 آلاف سنة ..
ومع مرور الوقت أدت حركة المجموعة الشمسية إلى تحرك موضع نجم الشعرى اليمانية وتغير موعد ظهورها إلى 11 سبتمبر وبالتالي تغير موعد عيد "وبت رنبت" او ما عرف لاحقاً بعيد النيروز ..
و أصبح عيد رأس السنة المصرية القديمة و الذي ظل المصريون يحتفلون به بإعتباره عيداً من أبهج أعيادهم ..
و إصطبغ ذلك العيد مع الوقت ببعض الملامح المسيحيه نظراً لانتشار المسيحيه في مصر و ان كانت المناسبه مصرية بحته ..!!
نرجع الي تسميه عيد النيروز بهذا الاسم فعن تسميته بعيد ال نيروز فهو يرجع من الكلمة القبطيةnii`arwou (ني - ياروؤ ) أي الأنهار ..
و هناك رأي اخر يقول ان كلمة قبطية اصلها نياروز وهي اختصار للجملة نيارو ـ ازمو ـ أروؤو أي بارك مياه الانهار وتعنى (عيد بركة الانهار ) ..
وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل الذي هو سبب الحياة و البركة في مصر و بدايه الأحتفال..!!
و عندما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف ( س ) للأعراب كعادتهم (مثل باخوم و باخوميوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب وقتذاك كلمه نوروز الفارسية ..
ولإرتباط النيروز بالنيل أبدلوا حرف الراء (ر) بحرف اللام (ل ) فصارت نيلوس بدلاً من نيروس ومنها أشتق العرب كلمة (النيل) في اللغه العربية ..
أما عن كلمة (النوروز )الفارسية فتعني في الفارسيه اليوم الجديد (نو = جديد , روز= يوم) ..
وهو يعتبر رأس السنة الفارسية و يوافق يوم الاعتدال الربيعي (عيد الربيع) عند الفُرس و يحتفل به في الحادي والعشرين من شهر مارس ..
ومع عصر الاضطهاد و سفك الدماء و الشهادة بسبب الامبراطور الوثني دقلديانوس فقد أحتفظالمصريين بمواقيت وشهور سنواتهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنينوتصفيره ( اعادتة لرقم صفر ) لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (مصريه قديمة)..
ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء..
حيث كان في تلك الأيام البعيدة كان يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء و المخبئة بها ليذكروهم و يكرموهم . .
وقد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونة بموسم (الطلعة ) و كانت مشابهه لتلك العاده المأخوذه من المصريين القدماء في إحتفالات رأس السنه المصريه القديمة ..!!
فتلك العادة الموجودة بمصر القديمة و في بداية العيد كانت تقام طقوس نهاية العام القديم و الموشك علي الانتهاء حيث يتم إحضار جميع تماثيل الموتى في اليوم الأخير ..
وترتل التراتيل في توقيت محدد و بداية من ظهير هذا اليوم حتى وقت العصر ..
وكانت تهدف هذه الترانيم إلى صعود أرواح الراحلين حتى تجدد نفسها ليتم استقبالها مجددًا قبل وقت الفجر..
ومع اليوم الأول من العام الجديد تعود الأرواح إلى الأرض من جديد لتسكن التماثيل ..
وتبدأ الطقوس إلاحتفالية الضخمة بالرقصة والغناء وتناول الأطعمة الشهية مثل اللحوم والأسماك والفطائر المحلاة بالعسل الزبيب وأيضًا تناول المشروبات الروحية إلى جانب زيارة المقابر وتوزيع الصدقات والزهور. ..
أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الأله تحوت ( جحوتي) أله الحكمة و المعرفة وهو حكيممصري عاش أيام الملك مينا الأول وهو من إخترع الكتابة ومقسم الزمن و الفلك عند المصريين القدماء ..
وقد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام..
مما يعني أن السنة المصريه القديمة او السنة القبطية سنة نجمية وليست سنة شمسية مما يجعلها أكثردقة من الشمسية التي أحتاجت للتعديل الجريجوري فيما بعد ..
وبالتالي لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الارض بمليون وثلث مليون مرة والشعري اليمينية تكبر الشمس بـ200مرة ..!!
مما يعني أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية..
وظل ذلك التقويم المصري للشهداء هو التقويم الرسمي المعمول به في جميع المصالح الحكومية حتى أواخر عهد الخديوي إسماعيل عام 1875 ميلاديًا حيث أمر الخديوي بإستعمال التقويم الميلادي (اليولياني) بدلاً منة ..
وإستمر أستخدام هذا التقويم القبطي ومايزال موجودًا في الريف ومحافظات الصعيد و خاصة المدن الزراعيه لارتباطه بالزراعة و الفلاحة علي مدار أشهر السنة..
و كان يحتوي علي إثني عشر شهراً و كل شهر يحتوي علي ثلاثون يوماً بالاضافه الي شهراً صغيراً به خمسه أيام متممة للسنة ليصر بذلك عدد ايام السنه ٣٦٥ يوماً ..
وقام الفلاح المصري بوضع امثالاً شعبيه تناسب كل منها كل شهر من اشهر السنة الزراعيه و تنسب أسمائها إلي الأسماء المصرية القديمة ..
و كان يلازم الإحتفال بعيد النيروز أول السنة المصريه القديمة او السنة القبطية بعض العادات والتقاليد الشعبية التي ما تزل تصاحب عيد الشهداء و كانت ذات مرجعيه قديمة جداً ..
فكان من المعروف عيد ( وبت رنبت ) أو ما عرف بعد ذلك ب عيد ( النيروز) كان يوم ابتهاج و فرح وفسحة على ضفاف نهر النيل منذ عصور المصريين القدماء فكان المصري القديم وقتها حريص علي أن تكون الأيام الخمسة التي تسبق العيد في مصر القديمة تعتبر إجازة عامة و يتوقف فيها الجميع عن العمل ..
و كان المصريين القدماء يقوموا بتنظيف البيوت والمعابد التي يعاد طلاء ألوانها واقامة الاستعدادات لذلك العيد الهام ..!!!
و يحكي أن مع مرور الزمن أراد الحكام العرب في مصر أن يبكروا في موعد الإحتفال بهذا العيد ليجمعوا الضرائب مبكراً فأصبح يقام عيداً منفصلاً عن عيد النيروز المتعارف عليه ..!!
و يذكر أن من بقايا إحتفالات عيد النيروز و التي وجدت و ذكرت منذ أيام الفاطميين و عندما كان عيد النيروزعيداً شعبياً من أكبر أعياد مصر فكان يعتبر كعيد شم النسيم فهو مهرجاناً مصرياً خالصاً يشارك فيه جميع المصريين بأختلاف ديانتهم و مذاهبهم ..
ولكن علي وجه العموم فكان يتم الإحتفال به بشكل رسمي من قبل الدولة وكانت الدولة توزع الهدايا والهبات والأموال و العملات الفضيه و الذهبيه والتي كانت تسك مخصوصاً لهذا العيد و توزع على أعيان الأقباط بالأخص وكانت تهدى منها كذلك إلى دار الوزارة والشيوخ ورؤساء العشاير و اكابرالاقباط في الدوله ..!!
وكانت توزع فيه الفاكهة مثل البلح والبطيخ و الموز والخوخ.
و وزعت الحلويات مثل الهريسة و لقمة القاضي والكحك ..!!
و يذكر أن في عصر المماليك كان هناك حوالي ثلاثة وخمسين نوع من الحلويات على أقل تقدير و حصر ..
وكان من عادات و طقوس الاحتفالات ان المصريين كانوا يتخذونه عيدًا وفرصة للتنزه في أحتفال شعبي في المتنزهات والحدائق حيث تقام فيه مهرجانات كبيرة تطوف الشوارع و الحدائق والأسواق ..
وكانت إحتفالات النيروز تقام بجوار نهر النيل حيث كانوا يغطسون في المياة و يلهون و يتقاذفونبعضهم البعض بمياهة ..
و أطلقت الالعاب النارية بكثرة و كثر وجود الحواة واللهو و اللعب في الشوارع ..
و كانت النيران توقد على قطع من الخشب على سطح النيل والترع والمجارى المائية ..
وتنشط حركة البيع والشراء و يكثر البائعين مثل نظام الموالد ..
و كان المصريين يتبادلون الهدايا والفواكه والحلويات ويحملون المصابيح عند التنزه علي ضفاف النيل ..
وكانت جزيرة الروضة من أكثر الأماكن التي يفضلها المصريين للنزهات فكانوا يخرجون للطرقات والشوارع ..
و يرتدون أزيائهم الملونة الجميلة ويركبون المراكب والحراريق المتزينةً بالشارات و الرايات و الأعلام ويعزفون الموسيقى ويدقون الطبول و تسمع في كل مكان أصوات المدافع و أصوات الآلات الموسيقية العالية ..
وكانت الناس تذهب وتقف على شاطئ النيل و تحتل جماعات هائلة من الناس تلك المرتفعات الواقعة إلي جوار فم الخليج لمشاهدة الإستعراضات التي يقيمونها ..
وتجوب القوارب المضاءة الفرع الصغير للنيل عند شرق جزيرة الروضة ..
ليبدو و كإنما أحتشد كل مواطني القاهرة عند ضفتي الخليج ...
و يوجد عند أعلي نقطة مظلة ينظر منها الشخصيات الهامة في البلاد و تبدو طبيعة هذا المشهد بالغة الأهمية في ذلك الاحتفال ..
و تري جميع الأماكن التي حول النهر مضاءة و متوهجه بالأنوار البراقه طليه تلك الاحتفالات ..
وكان من أهم طقوس الأحتفال في القاهرة في ذلك الوقت أن يركب شخص علي حمار ويلون وجهه بالجير الأبيض أو الدقيق الأبيض ويلبس طرطوراً كبير ويمر في حواري وازقة القاهرة و حوله الناس يحملون السعف والبلح وأغصان الشجر ويهتفون ويطالبون العيدية من المحلات والتجار ومن يرفض إعطاؤه يلقيه و يرشة أمير النيروز بالماء او يرشقه بالبيض..
و عرف عن أمير النيروز انه كان يتصرف وكأنه أمير فعلاً ولكن بصورة هزلية و مضحكة و كان يمر بين الناس في تلك الليله لينشر الفرحه و البهجة ..
وكان يجتمع المغنون والمهللون تحت قصر اللؤلؤة بحيث يشاهدهم الخليفة وهم في ملاهيهم وترتفع الأصوات بالغناء والدعاء و بالتصفيق ..
وكانت تُشرَب الخمور في الطرقات التى كانت من العادات الدخيلة على الأقباط التى تعلموها من العرب..!!
كما كان يندس وسطهم اللصوص والمشاغبين و الرعاع مما كان. يعتبر أمرًا مكروهًا في تلك الاحتفالات ..
و كانت تلك سببًا كافياً في إلغاء إحتفالات النيروز
الشعبي وإختفت مظاهر الإحتفال من الشوارع وقصرها على الصلوات داخل الكنائس ..
وبقي فقط طقس أمير النيروز وتغير اسمه بعد ذلك الي (أمير البلح) للإحتفال لحصاد البلح في ذلك التوقيت من العام وأستمر حتي منتصف القرن التاسع عشر..
و هنا دعونا نتوقف برهةً يسيرة عند تلك النقطه فبعض المصادر الأجنبية تلوح و تشير إلي أن هناك تشابه قوي بين أمير النيروز و
كرات عيد الهالويين أو ربما نقل ذلك المظهر إلي الدول الاوربيه عن ذلك التقليد المصري الأصيل ..!!
و بالرغم من أن عامة الشعب من جميع الديانات كانوا يحتفلون وينزلوا الشوارع في نسيج مصري واحد و متشابك ..
لكن كان هناك بعض العادات و الطقوس الهامة و الخاصة فقط بأقباط مصر في ذلك الوقت و التى لمتعد موجودة الان..
و من هذه العادات أن الكنائس في ذلك الوقت كانت ليلة النيروز تمضى بين الصلوات في الكنائس وتقيم قداسات الاحتفالات في ذكري الشهداء..
و بعدها تمضى الي الغطس في النيل أو في الأحواض و المغاطس المُلحَقة بالكنائس فى ذلك اليوم للإغتسال وكانوا يرشون بيوتهم من ماء النيل فى أول أيام السنة الجديدة للبركة .
و عندما يحل الصباح توزع الهدايا و المنح و الهبات علي كبار أعيان الاقباط في الدوله .
كما ظهرت وقتها عادة بالكتاتيب التعليمية و التى لم تعد موجودة الآن و انهم كانوا يصنعون أشكالاً يسمونها (النواريز ) ويزينونها بالصلبان وصور الملائكة والشهداء ..
وعرفت عادة أخذ معلم كل كُتاب
لأولاده فى الكتاب الى النيل للاغتسال بماء النيل و التبرك منة والأحتفال وظل ذلك معمولاً به إلى قرب نهاية القرن التاسع عشر ..
وذكر المقريزي الذي عاش بمصر خلال عصر المماليك مظاهر الاحتفال بعيد النيروز في عصر المماليك و الذي كان يصطبغ وقتها بالطابع المصري الشعبي و ليس الديني ..
فقد كان فيه احتفالًا سنوياً أيضاً بهذا اليوم ولكنها كانت غير لائقة فقد كان يسود الشوارع والأزقة بهذا اليوم حالة من الفوضى والعبث ..
وكانوا يلقون المارة تارة بالمياه وأخرى بالخمر ..
ويجمع الموكب مال من المارة ومن لا يدفع كان يُساق إلى قصر الحاكم فإما كان يفدي نفسه بالمال أو يتم جعله اضحوكة و إهانته من الجميع ..
ويجتمع المغنون و الراقصات و البغايا تحت قصر اللؤلؤ بحيث يشاهدهم الخليفة وبأيديهم الملاهيوترتفع الأصوات ويشرب الخمر والحشيش شربًا ظاهرًا بينهم وفي الطرقات..
وظل الأحتفال يقام في الشوارع قرابة الأسبوع إلى أن أوقفه الظاهر بيبرس حتى لا يتشبه المصريين بالاحتفال بعيد النوروز الخاص بالفرس من ناحية و من ناحيه أخري حتي يتم وقف الخلاعه و المجون الذي نشرها العرب في ربوع مصر و اصبحت عادات شبه اعتياديه علي المصريين و الاقباط في مثل تلك الاحتفالات ..!!
فقام بتقنين كل الاحتفالات في مصر و لغي الكثير منها حفاظاً علي سمعه بلادة و الحد من حدوث الجرائم ..!!
ويصف بن المأمون في تاريخه ما يحدث موسم النيروز من توزيع كسوة نسائى ورجالى ..
وتوزيع الفاكهة التى أشهرها البلح وخاصة البلح القوصى والرمان والموز وكذلك الهريسة ..
غير توزيع اللحوم الضأن و لحوم الابقار وغيرها والدجاج وتوزيع الدنانير الذهب والحرير الديبقى ..
وكان يتم توزيع ذلك على كبار الموظفين والمشايخ والاصحاب والحواشى والمستخدمين لدي الدوله ..!!
إلى أن جاء الاحتلال العثماني لمصر سنة 1517 فتوارى هذا العيد ولم يظهر مرة أخرى إلا عندما قامت جمعية التوفيق بإحياء الاحتفال سنة ١٩٢٦م و كما سنذكره بالتفصيل لاحقاً ..!!!
لكنه أصبح احتفالًا قاصرًا على إلقاء الخطب والكلمات وغلب عليه الطابع القبطي المسيحي نسبياً وغاب عنه تدريجياً البعد القومي المصري ..!!!
بل حتى غالبية المسيحيين المصريين لم يعودوا مهتمين بهذا الاحتفال فالمناسبة ليست دينية بحته مثل عيدالميلاد او الغطاس و يعتبرونه يوماً عابراً في التاريخ الكنسي و التقويم القبطي ..!!
و بعد الغاء الاحتفالات الشعبية بعيد النيروز أخذت مظاهر الاحتفالات برأس السنة القبطية تنحصر ولم يعد سوى مسمي لعيد كنسى تحتفل به الكنيسة في التقويم القبطي ..!!
و حقيقةً ان الوضع ظل هكذا حتى قام تادرس بك شنودة المنقبادى فى محافظة أسيوط بتأسيس جمعية قبطية بأسم : جمعية حفظ التاريخ الوطنى القبطى ..
وكان هدفها هو حفظ و توثيق تاريخ و هوية الأقباط و تدوينه و إعادة نشرة بين الاقباط ..
و كان ذلك في عام 1600 ش الذى هو 1883 م ..
ودعت الجمعية وقتها إلى الأحتفال بعيد النيروز وإعادة أحياء تراثة بحجة انه أقدم عيد لأقدم أمة و هي الامة المصرية و منها الأقباط ..
وفعلاً فى عام 1602 للشهداء الموافق 1885 أقامت الجمعية بأسيوط أول أحتفال فى عصرنا الحديث بعيد النيروز وحضره كبار رجال الدين وقناصل الدول وكبراء البلد ..
و قيلت في تلك المناسبة الوطنية الخطب و الكلمات الخاصة به وبعدها تم توزيع اللحوم والدقيق على الفقراء دون تفرقة بين اي ديانات ..
كانت تلك بمثابه بدء انطلاق مبادرة أحياء عيد النيروز بعد طول فترة تجاهل كبيرة .. !!
و حتي انه أطلق عليه عيد المواطنة المصرية فيما بينهم ..!!
و كانت تحتفل به مصر كلها كما كان طوال التاريخ حتي عام ١٩٥٣ م
و جدير بالذكر ان بعد قيام إنقلاب يوليو ١٩٥٢ العسكري قام مجلس القيادة و الظباط الاحرار بعد ذلك بالغاء الاحتفال بعيد النيروز ..
و بعد ان كان الأقباط يأخذون ذلك اليوم إجازة فسمحت لهم فقط بالحضور في تمام الساعة العاشرة دون غياب و من ثم بدؤا في طمس معالم تلك الاحتفالات من ذاكرة التاريخ ..!!
ولم نعد نري بعدها صورة الأحتفال الوطني بالنيروز في حضور رموز الدولة كما كان قبل ذلك الانقلاب..!!
أما عن الرموز الشائعه لعيد النيروز فنجدها تتمثل في فاكهه ذلك الموسم و التي اعتاد المسيحيون عليتناولها بكثره في ذلك الوقت لما لها من معانٍ خلدها التاريخ وتقوم الكنائس بتوزيعه على الحاضرينويشترى الاقباط منها كل عام في نفس زمن الاحتفال :
١-البلـــــح الأحمر :
القشرة الخارجيه يكون لونها لون الدم و يدل على دم الشهداء المسفوك علي الايمان القويم ..
من داخل البلحة تجد نواة ( البذرة ) :
وده يدل على إيمانها الثابت لانك لا تقدر أن تكسر قلب النواه
٢- الجوافـــــة :
نأكلها فى عيد النيروزلأن قلبها أبيض مثل قلب الشهداء الأبيض و سيرتهم العطرة النقية
حيث سفكوا دمائهم من أجل السيد المسيح ..
من داخل الجوافة تجد نوي ( البذر ) :
فبذورها كثيرة رمز لعدد الشهداء الكثير الذين استشهدوا على اسم المسيح و ترمز قوتها إلي صلابه وثبات ايمانهم القوي الراسخ ..
كما يرمز شكل البذر إلي المسيحية و ذلك حيث يظهر الصليب داخلها عندما تقطع من المنتصف..!!
٣- الرمان :
فاكهه كانت تظهر قديماً في احتفالات النيروز و لكنها مع الوقت قل استخدامها في الاحتفالات و لكنهابقيت خالدة مع الزمان كرمز علي ذلك العيد فاللون القرمزى وهو اللون الملوكى المفضل فى الماضى للملوك يركز الي المسيح الملك و في نفس ذات الوقت يرمز إلي سفك الدماء و الشهادة علي اسم المسيح ..
من داخل الرمانه تجد حب كثير متحداً في مجموعات متماسكه بذلك النسيج الأبيض :
فتلك الحبوب ترمز بكثرتها الي كثيرة رمز لعدد المسيحين الشهداء الكثير و الذين استشهدوا على اسم المسيح و أما الحبوب الصلبه بداخل كل حبه فترمز قوتها إلي صلابه و ثبات ايمانهم القوي وقت الاستشهاد ..
أما النسيج و القشور البيضاء الداخليه فترمز لذلك الايمان القوي الطاهر الذي جمعهم جميعاً تحتهدف واحد و هو سفك الدماء و الاستشهاد علي اسم السيد المسيح ..
أنتظروني في مقال تراثي جديد ..
إرسال تعليق