بقلم أ. مرجريت إقلاديوس: كنوز الكريسماس (3)

أ. مرجريت إقلاديوس
 

كنوز الكريسماس (٣ ) :

الجزء الثالث : بـابــا نويـــل أو ال سانتا كلوز : 

بقلم أ / مرجريت إقلاديوس عضو بالصحافة الأمريكية (USPA )

إستكمالاً لما سبق سنتحدث اليوم عن بعض الرموز الاخري و الهامة  في احتفالات الكريسماس :

فاليوم نتطرق الي كشف النقاب عن شخصيه تعد و تعتبر من اهم الشخصيات في احتفالات الكريسماس و هو السانتا كلوز او البابا نويل ..

يعتبر بابا نويل تلك الشخصية الشهيرة التي ترتبط بعيد الميلاد وباستقبال العام الجديد معروفة بأنها لرجل عجوز ذو لحية بيضاء  سعيداً دائماً وطيب جداً وعلى وجهه إبتسامة جميلة ..

عرف بمحبة الأطفال الشديدة له فهم ينتظرونه من العام إلى العام ليوزع عليهم الهدايا راكباً زلاجته السحرية ومرتدياً بدلته الحمراء تلك الشهيرة و طرطوره ذي اللون الاحمرالمصنوع من الفرو و المتدلي من رأسة ..!!!

اما عن حقيقة قصة سانتا كلوز و التي يظن الجميع انها اسطوريه و لكنها في الواقع قصة حقيقية ومأخوذة من واقع قصة حياة القديس نيكولاس وهو أسقف "ميرا" في أسيا الصغير  و من مدينة مورا أو باتارا Patara ب ليكيا Lycia إحدى مقاطعات آسيا الصغرى) تركيا حالياً ) ..

وكانت ميرا Myra العاصمة قريبة من البحر وهي مقر الكرسي الأسقفي ذلك الوقت ..

اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة وقد جمعا إلى جانب الغنى الكثير مخافة الرب و رزقهما اللهبه و ربياه علي الفضيله و حب الخير و خاصة العطاء ..

وقد عاش في القرن الخامس الميلادي و كان معروفاً بحبه للأطفال على وجه الخصوص وكرمه الزائد و فعل الخير مع المحتاجين في الخفاء وسافر في الريف لمساعدة الأشخاص الأقل حظًا والمرضى ..

وسانتا كلوز معروف في الكنيسة السريانية باسم مار زوخي أي (الفاضل أو الظافر أوالنقي) وهوالقديس الحامي للبحارة في صقلية واليونان وروسيا وهو أيضاً القديس الحامي للأطفال..

فى التقاليد الجرمانية الوثنية كان الأطفال ينتظرون الإله Thor الذى كان يأتى ليلة عيدالـYule فى 25 كانون الأول ويزور البيوت التى حضرت مذبح له في (الموقد) ويجلب الهدايا للأطفال الذين علقوا أحذيتهم الخشبية على المواقد على أمل أنها ستمتلئ بهدية..

وحقيقةً كان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أنتعلم هذه العائلات من هو الفاعل ..

و قد صادف وأن توفي في شهر  ديسمبر مما جعل كل ذلك يرتبط  بنفس موعد أحتفال الكريسماس ..

و بحلول عصر النهضة كان القديس نيكولاس هو القديس الأكثر شهرة في أوروبا.  .!!

و تم تقديس القديس نيكولاس من قبل البابا يوچين الرابع في 5 يونيو 1446 وأصبح معروفًا باسم القديس الراعي و الحامي للأطفال والبحارة..!!

 و جلبت موجات المهاجرين الأوروبيين عبر المحيط الاطلنطي و حتي وصولهم لمستعمرة  نيو امستردام الهولندية بأمريكا ( نيويورك حالياً )  تقليد عطلة القديس نيكولاس إلى أمريكا..

و بحلول نهاية القرن الثامن عشر تم التعرف على القديس نيكولاس من قبل الثقافة الأمريكية. .

في ديسمبر 1773 وديسمبر 1774 أفيد أن مجموعات من العائلات الهولندية في نيويورك اجتمعت للاحتفال بذكرى وفاة القديس نيكولاس.  .


تم ذكر الاسم سانتا كلوز  ليتطور من الاسم المستعار الهولندي Sinter Klaas وهو شكل مختصر من Sint Nikolaas والذي تمت ترجمته على أنه الاسم الهولندي للقديس نيكولا

فعندما يتعلق الأمر بالنطق فمن السهل أن ترى كيف يمكن أن تترجم "Sinter Klaas" إلى"Santa Claus" عند تطبيق لهجة أحد سكان نيويورك الناطقين بالإنجليزية..!!

كان تقديم الهدايا وهي العادة التي تم نقلها من كرم القديس نيكولاس في مساعدة الآخرين جزءًا من تقليد عيد الميلاد منذ أوائل القرن التاسع عشر..

في الولايات المتحدة أعلنت المتاجر عن التسوق في عيد الميلاد في عام 1820 ..

أما الصورة الحديثة لبابا نويل فقد ولدت على يد الشاعر الأميريكي كليمنت كلارك مورالذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها هذا الزائرالمحبّب ليلة عيد الميلاد عُرفت هذه القصيدة لاحقًا باسم "الليلة السابقة لعيد الميلاد"..

فقد كان كليمنت كلارك مور صديقًا لواشنطن إيرفينج ومساهمًا مهمًا آخر في صورة سانتا التي لدينا اليوم..

 ففي عام 1822 جلس مور لأطفاله لكتابة قصيدة عيد الميلاد مستوحاة من حكايات إيرفينج ..

 أصبحت قصيدة كليمنت التي تحمل عنوان "زيارة من القديس نيكولاس" في الأصل تُعرف قريبًا باسم "الليلة قبل عيد الميلاد" الكلاسيكية وحظيت بشعبية كبيرة لدرجة أنها أصبحت في غضون عقد من الزمن شريعة فيما يتعلق بأسطورة سانتا..

 عند كتابة القصيدة  أجرى كليمنت بعض التعديلات على أسطورة Sinter Klaas لجعل القصة أكثر ارتباطًا بأشخاص من خلفية بريطانية / أنجلو ، ومن المثير للاهتمام ملاحظة كيف أن تعديلاته لا تزال تظهر في أساطير سانتا اليوم..

و  "أصبحت السدادات الفرو  التي تركها الأطفال الهولنديون عند ركن المدخنة في 6 ديسمبر شيئًا يمكن لجميع الأطفال أن يرتبطوا به في الطقس البارد مع الجوارب  وأصبحت العربة" مزلقة مصغرة "تجرها" ثمانية أيائل صغيرة من الرنة "..!!

 كانت الزلاجة التي تجرها الخيول مع أجراسها وسيلة نقل شائعة للإنجليز واستبدالالخيول برنة أضاف عنصرًا من الغموض إلى القديس نيكولاس..

كما لو كان من أرض شمالية مغطاة بالجليد حيث سافر عدد قليل من الناس في مكان ما  منعزل عن العالم..

 يُعتقد أن كليمنت لم يقصد أبدًا أن يسمع أي شخص آخر غير عائلته زيارة من القديس نيكولاس.  .

انتهى المطاف بالقصيدة المطبوعة بشكل مجهول في New York Sentinel في 23 ديسمبر 1823. .

يقول البعض إنه بفضل زوجة كليمنت كاثرين تايلور التي أحببت القصة كثيرًا لدرجة أنها أرسلت نسخًا إلى أصدقائها..

 كانت الأساطير التي تربط سانتا بفترة الكريسماس مثبتة بشكل جيد وحقيقي في هذه المرحلة .ولكن لا يزال هناك بعض التناقض حول شكل سانتا بالضبط..

و أدى نشر القصيدة إلى النسخة الشهيرة من سانتا باعتبارها "روح

ذات شخصية بدينة والقدرة على النزول إلى المداخن لترك الهدايا تحت الأشجار للأولاد والبنات الجيدين و بعد ترك الهدايا في أحد المنازل كان يندفع بعيدًا إلى منزل آخر على مزلقة تجرها ثمانية حيوانات الرنة الطائرة..

وبحلول عام 1840 كانت الصحف الأمريكية تحمل إعلانات عيد الميلاد والتي تظهر سانتاكلوز..

في عام 1841 سافر العديد من الأطفال إلى فيلادلفيا لرؤية نموذج سانتا بالحجم الطبيعي ..

أصبح إغراء سانتا كلوز وعيد الميلاد شائعًا في الولايات المتحدة للاطفال و الكبار ..

في منتصف القرن التاسع عشر كان من الشائع رسم بابا نويل إما في رداء أسقفه أو كرجل بقبعة مدببة ومعطف طويل ولحية مستقيمة.  .

 لم يكن من غير المألوف رؤية بابا نويل مرسومًا بهذا القامة ونحيفًا جدًا..

 تغير هذا في عام 1863 عندما استأجرت مجلة Harper's Weekly شابًا يبلغ من العمر21 عامًا يدعى توماس ناست لرسم صورة لسانتا كلوز وهو يقدم الهدايا إلى القوات التي تقاتل في الحرب الأهلية الأمريكية..

 يجمع سانتا الذي رسمه توماس بين وصف كليمنت للقديس نيكولاس من The Night Before Christmas مع الصورة الدعائية المألوفة جدًا للعم سام uncle Sam ..

 كان Nast's Santa رجلاً مرحًا وممتلئًا وكان يرتدي سترة متلألئة بنجوم وبنطلون مقلم وقبعة..

 كتب المؤرخ جيمس آي روبرتسون: "عزز الرسم معنويات الجنود والمدنيين على حد سواء لأنه أظهر أن روح عيد الميلاد جاءت إلى الحرب الأهلية"..!!

 كان شائعًا جدًا  أنه في كل عام و لمدة 40 عامًا عندما طلبت المجلة من ناست أن يرسم بابانويل و تمسك بنفس المفهوم على الرغم من أنه تخلى في النهاية عن النجوم والشارب لصالح بدلة من الصوف..

و على الرغم من أن هذه البدلة الصوفية كانت خضراء في وقت ما إلا أن ناست شاعالملابس الحمراء الشهيرة لسانت نيكولاس قبل أكثر من أربعة عقود من تصوير شركة كوكاكولا لسانتا على عكس الشائعات القائلة بأن "كوكا كولا جعلت سانتا أحمر"..!!

إذا تم تشكيل بابا نويل الأمريكي عن طريق التكرار ..!!

فمن العدل أن نقول إن شركة كوكا كولا قادت المهمة خلال معظم القرن العشرين على الرغممن أنه سيكون من غير العدل القول بأن شركة كوكا كولا اخترعت سانتا..!!

 بدأت علاقة الشركة بسانتا في عشرينيات القرن الماضي عندما بدأت شركة Coca-Colafirst الإعلان في المجلات الأمريكية مثل The Saturday Evening Post خلال موسم الأعياد..

 أستخدمت الإعلانات صورًا لرجل يرتدي زي بابا نويل لا يختلف في المظهر عن سانتا كلوزفي تصوير توماس ناست من منتصف القرن التاسع عشر.  .!!!

عادة ما يتم تصوير هذا سانتا كلوز خارج أكبر نافورة مياه غازية في العالم أو يزورالمتاجر الكبرى وظلت الأمور على هذا النحو حتى الثلاثينيات..

 أصبحت إعلانات عيد الميلاد جزءًا قويًا من عمليات شركة Coca-Cola التجارية..

في عام 1931 قامت الشركة بتكليف خدمات وكالة D'Arcy Advertising وفنان المولود في ميشيجان: هادون سوندبلوم لإنشاء حملة تتميز بسانتا كلوز الأكثر صحة ودودًا و مرحاً..!!

وهو الشيء الذي أستحوذ على الجوهر الحقيقي لسانتا نفسه ولم يكن مجرد رجل  يرتدون زي بعينه ..!!!

 و لإلهامه  التفت هادون إلى فيلم كليمنت ليلة ما قبل عيد الميلاد ..!!

كان وصف بابا نويل بأنه "قزم عجوز مرح" يرتدي فراءًا أحمر ينزل في المداخن لمنح الأطفال هداياهم دورًا أساسيًا في وضع الأسس لصورتنا الحديثة عن سانتا كلوز..!!

 ووصفت القصيدة بابا نويل بأنه "قزم قديم مرح" يرتدي فراء أحمر ينزل في المداخن لمنحالأطفال هداياهم..

كان حساب كليمنت حيًا ومقنعًا لدرجة أنه أصبح المعيار الذي يُعتمد عليه ..

 في الأيام الأولى دعا هادون صديقه مندوب المبيعات المتقاعد لو برنتيس للعمل كنموذج حي استند إليه في صوره.  .

و عندما توفي Lou ، استخدم Sundblom نفسه كنموذج ورسم أثناء النظر في المرآة..!!!!!

 و من عام 1931 إلى عام 1964 أظهرت إعلانات Coca-Cola سانتا وهو يسلم الألعابأويلعب بها ويتوقف مؤقتًا لقراءة رسالة والاستمتاع بمشروب كوكاكولا  الفوار ويزورالأطفال الذين ظلوا مستيقظين للترحيب به ومداهمة الثلاجات في عدد من المنازل  ..!!!

 ظهر سانتا هادون بانتظام في صحيفة The Saturday Evening Post وكذلك في Ladies Home Journal و National Geographic و The New Yorker والمزيد…!!

 لقد أولى الناس اهتمامًا كبيرًا لصور Coca-Cola Santa ..!!!

لدرجة أنه عندما تغير أي شيء في الرسم أرسلوا رسائل إلى شركة Coca-Cola سنة واحدة كان حزام سانتا الكبير متراجعًا (ربما لأن هادون كان يرسم عبر مرآة ذري فيها نفسه ) !!.

عام آخر ظهر بابا نويل بدون خاتم زواج مما تسبب في كتابة المعجبين يسألون عما حدث للسيدة كلوز..!!!!

 أنشأ Haddon نسخته الأخيرة من Santa Claus في عام 1964 ولكن لعدة عقود لمتابعة إعلانات Coca-Cola المميزة لصور سانتا بناءً على أعمال Haddon الأصلية…!!

و بدأت مؤسسة Salvation Army  في أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر بإرسال رجالعاطلين عن العمل يرتدون بدلات سانتا لطلب التبرعات للعائلات المحتاجة لتزويدهم بوجبات عيد الميلاد.  .

و دأب بابا نويل الخاص ب Salvation Army على قرع أجراسهم في زوايا الشوارع وأمام المتاجر لجمع التبرعات للمحتاجين منذ بداية هذا التقليد..

وقد إندمجت الصور كلها في أوروبا مع طغيان فكرة العطاء المجاني..

و من خلال سرد كثير من المراحل التي توضح ظهور شخصية سانتا كلوز نجد انها مرت بالعديد من التحولات خلال كل تلك السنوات.  .

فلم يتم تصوير بابا نويل دائمًا على أنه روح مرحة مع معطف أحمر وخدود وردية ولحية بيضاء كبيرة وبطن ممتلئ وحذاء أسود.  .

قبل عام 1931 تم تصوير سانتا على أنه رجل طويل القامة أو قزم ذو مظهر عصبي.  .

خلال فترة من التاريخ تنوعت ملابس سانتا من رداء الأسقف إلى ملابس جلد حيوان الصياد الإسكندنافي.  .

ثم بتحويل معطف سانتا من معطف تان اللون إلى معطف أحمر..!!

و اصبح سانتا كلوز اليوم و ان كان هناك تغيير طفيف في التمثيل الشعبي لسانتا كلوز منذ الستينيات.  .

فقد اصبح يرتدي شورتًا قصيرًا على بطاقات عيد الميلاد الأسترالي لكنه لا يزال يهز لحيته..

ووجد انه مازال  جانب شاحنات عيد الميلاد من Coca-Cola في أستراليا لا يزال متوهجًا بخديه اللامعتين وعينيه المتلألئة..

 في هذه الأيام يمكن إرسال بريد إلكتروني إلى سانتا مباشرة وتعقبه عبر الإنترنت وهو يطير في السماء.  .

و لكن سيظل من المحتمل أنه هو والسيدة كلوز يديران أفضل سلسلة إمداد في العالم وأن المساعدين Elves لهم مكانة هوليوود..

و عرفت الأسطورة الخاصة بحياة سانتا كلوز و تصنيعة الهدايا فتقول بأن سانتا كلوز يعيش في القطب الشمالي حيث تقع ورشة صنع هدايا العيد أيضاً ..

ويتلقى المساعدة من مجموعة من الأقزام الدؤوبين Elves و الذين لهم تاريخ خاص بهم في الأساطير الاسكندنافية و يعيش في قرية كبيرة خاصة به مع زوجته و كل اهتمامهم هو بعث الفرح و السرور علي نفس الجميع في ذلك الوقت من كل عام ..

وبعد سرد كل تلك التغيرات و خاصةً مع تغير المكان تخلى (سانتا كلوز) عن حماره الذي كان يحمل عليه الهدايا والألعاب التيتصنع في ورشتهليمتطي زحافة على الجليد يجرها ثمانية غزلان يطلق عليها حيوان (الرنة) ذو الشكلالمميز في الكثير من الشعر والمصورات التوضيحية..

و  يقوم سانتا كلوز بلحيته البيضاء ومعطفه الأحمر وقلنسوته الجميلة برحلة في الليلة التي تسبق عشية أعياد الميلاد في عربته التي تجرها غزلان الرنة الثمانية ..

ولكل غزال إسم معين وقد أضيف إسم غزال الرنة التاسع “رودولف” ذا الأنف الأحمر اللامع في عام1939 ..

فيقوم سانتا كلوز بتسلق المداخن ليترك هداياه في جوارب الأطفال على رف موقد مدفأه النار التي تجتمع حولها الأسرة في ليالي الشتاء الباردة ..

و يقوم بأخذ بعد من قطع البسكويت التي قد يتركها الاطفال له بجوار المدفأه ليله الكريسماس كمكافاة له علي جلبه للهدايا لهم و ليستمد قوته منها و يعاود رحله توزيع الهدايا نشيطاً و مرحاً  ..

واشتهرت على أثر ذلك هذه الشخصية في أمريكا وبعدها في أوروبا ثمّ في سائر أقطار العالم..
يتبع …

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم