عندما بكى القاضى الأمريكى الرحيم
بقلم الكاتب الصحفي : سامح سليم - عضو وكالة الصحافة الأمريكية
عندما يبكى القضاة تتزلزل اركان المحاكم وجدرانها لأن القاضى هو فى نهاية الأمر انسان مثلنا يتعامل بنص القانون أما إذا كان رحيما يتعامل بروح القانون ايضا.
فالمنطق القانونى والاساس هو التعامل بنص القانون فلا جريمة ولاعقوبة الابنص القانون فهذه قاعدة قانونية معروفة لدى جميع الدول فى كافة قوانين العالم.
إما روح القانون أى الناحية الإنسانية المختبئة وراء قسوة النص القانونى تختلف فى التطبيق من قاضى إلى اخر فالقاضى له الحرية فى اعمال روح القانون حتى وإن كان لايتلائم مع نص القانون احيانا.
ويبدو أن القاضى الأمريكى الرحيم يطبق ذلك فى جلساته المصورة عندما يفصل فى قضايا المرور ولكن ما حدث داخل قاعة المحكمة جعل القاضى يبكى عندما رأى امامه شخصا يبلغ من العمر 90 عاما حررت له مخالفة مرورية فاستغرب القاضى أن يكون شخصا فى هذا السن يقود سيارة وكان الجواب أنا عندى ابن مريض يبلغ من العمر 60 عاما وانا اقوم برعايته وكنت فى ذلك اليوم ذاهبا به للطبيب فبكى القاضى الرحيم وقال له قضيتك قد الغيت وهنا كان القاضى رحيما لا يتعامل بنص القانون وإنما بروح القانون واخلاقه وذلك فى عدم وجود رعاية كاملة وكافية من الدولة لكبار السن ومن يعولوهم فهل يعقل أن مواطنا أمريكيا فى سن 90 عاما أو أكثر أن يقود سيارة فى هذا السن ففى هذا خطر على حياته وحياة الاخرين فالدولة العظمى يجب أن توفر لشعبها مواصلات النقل العام المريحة وبسعر مناسب أو على الاقل أن توفر لمن فى هذا السن وسيلة انتقال خاصة تتحملها الدولة
هكذا كانت الرحمة من القاضى الرحيم فطوبى للرحماء لانهم يرحمون.
إرسال تعليق