كنوز الكريسماس (٢ ) ضيوف مغارة الميلاد: بقلم أ. مرجريت إقلاديوس

كنوز الكريسماس (٢ ) :

٢- ضيوف مغارة الميلاد .. 

 بقلم أ / مرجريت إقلاديوس 

عضو بوكالة الصحافة الأمريكية( USPA ) 

استكمالاً لسلسله كنوز الكريسماس سنتحدث اليوم عن تاريخ مغارة الميلاد و ما بها من شخصيات  قد نراها طيله فترة الاحتفال بالكريسماس  قد حلت كضيوف علي تلك المغارة و كثر حولها الكلام ..  

مغارة الميلاد :

ترجع فكرتها إلى عام 1223 عندما قام القديس فرنسيس الأسيزى بتجسيد أول مغارة حقيقية بها كائنات حية مثل المغارة التي ولد بها  الطفل يسوع .. 

و جسدها من أجل الناس في القرية و لزيارتها ومن هنا بدأ إنتشار عمل المغارة فى كل مكان..‎ 

ففى القرن 15 م بدأت العادة فى إيطاليا ببناء المغارات الثابتة فى البيوت كانت تصنع من مواد وطرق مختلفة.. 

‎تحتوى المغارة التقليدية على العديد من الشخصيات : 

الطفل يسوع داخل مذود (معلف ومكان الأكل للحيوانات) 

و مريم العذراء ويوسف النجار وأيضًا  الرعاة والمجوس والبقرة والحمار والخرفان و النجمة والملائكة والهدايا المقدمة للطفل وكل منها له دلالة دينية وروحية في العقيدة المسيحية على أن تأخذ في الاعتبار الإنسجام بين معاني الفقر والبساطة مع الملك والغنى والحكمة المتجسدة في المغارة .. 

‎+ يسوع المسيح طفلا:

‎ وهو صاحب العيد وولد فى مزود الماشية ليعلمنا التواضع و المحبة الحقيقية تكون بالتضحية وترك عرشه السماوي وحضن أبوه و نزل و تجسد  للبشر ليحمل خطايانا ويخلصنا.. 

‎+يوسف ومريم :

‎رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه وعلى صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا و أُنثى خلَقَهُم" (تك ١ : ٢٧ ) 

‎+الرعاة:

‎ وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام المنتظرين لمجي المسيح ليريح التعابى و الحزانى المتألمين و ينعم عليهم بالفرح و السلام و يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود و هوالملك الّذي وُلِدَ راعياَ .. 

‎+المجوس:

‎المجوس هم أمراءً أو كهنة كلدانيون أو فارسيون يهتمون بدراسة الفلك والظواهر الفلكية واسم  مجوس يعطي للفلاسفة ورجال العلم  خاصة علم الفلك ويقال أنهم سحرة ومنجمين من بين النهرين  وهم  يمثلون فئة المتعلمين و الحكماء والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقودهم  إلى المسيح وكان المجوس يحُسبون  بين المنجمين أي الذين يتنبأون عن الأحداث بقراءة النجوم وقد عبدوا العناصر الأربعة و هي : النار والماء والتراب  والهواء  .. 

ولكن جلّ عبادتهم أنحصرت  في النار وكانوا هم باكورة الوثنين الداخلين الى الكنيسة المسيحية.. 

وهناك تقليدان  يتناولان  البحث  في أصل المجوس الأوّل شرقيّ (سريانيّ) والثّاني غربيّ.. 

فالتقليد الشرقيّ يقول أنّ المجوس كانوا إثني عشر تبعوا النجم الذي ظهر لهم حتي بلغوا مدينة الرّها (أورفا الحالية) الواقعة في بلاد ما بين النهرين العليا حيث بلغهم أن في فلسطين مجاعة و فقرّ و استقر رأيهم على إرسال ثلاثة منهم فقط ليحملوا هداياهم إلي الطفل يسوع الملك ورجع الباقون إلى حيث أتوا آسفين على عدم استطاعتهم  رؤية المولود العجيب.. 

 أما التقليد الغربي فيقول أن المجوس ثلاثة أقبلوا على أغلب الاحتمال من المناطق المجاورة  لمدينة بابل وكانوا إمّا أمراءً أوعلماءً أو كهنة يعبدون آلهة شرقية قديمة و على لأغلب كانوا مِن عبدة النار.. 

‎وتقول الكنيسة الغربية إنهم كانوا ثلاثة رجال حكماء بافتراض أن كل واحد منهم قدم نوعاًمن الهدايا الثلاث المذكورة.. 

نظرًا إلى أن التقليدين أي الشرقي والغربي ينقلان لنا أسماءً آراميّة سريانيّة لهؤلاءالمجوس فعلى الأرجح أنهم كانوا مِن أصل آثوريّ أو آرامي.. 

والأسماء التي نقلها الغربيون هي: 

مَلْكُون Malkoon ،وكَصبَارْ Kaspar، وبَغْدَاسَار Baghdasar . 

فـ "مَلكُون" (مَليك) هو تصغير كلمة مَلْكوالآرامية ومعناها مَلِك ..

و"كَصْبَارْ "هومختصر"كَوْكَبْ صْفَار" وهو اسم آرامي مركّب معناه كوكب الصباح ..

وأمّا "بَغْدَاسَار" فهي لفظة مصحفة وأصلها "بَلْطَاشَاصّر" معناها على رأي البعض "المنعم عليه مِن بيلْ."..!! 

كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك الذين ركعوا له و الذى تكلم عنهالأنبياء و انتظرته البشرية قرون طويلة و نجد أن كل الأرض بكل شي فيها أحياء و جماد تسجد و تبارك ملك السموات ربنا و إلهنا .. 

+البقرة :

وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي  ورمزُ البقــرة التي تقوم بتدفئة المسيح في مذود القش.. 

‎+الحمار:

‎وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامة الناس. وهو أيضاً رمز الصبر واحتمال المشقات 

في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلص.. 

‎+الخرفان:

‎وسيلة للغذاء والتدفئة وترمز بشكلٍ خاص إلى قطيع الخراف والوحدة الضرورية لجماعة لمؤمنين التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.. 

+الحمامة : 

رمزا للروح القدس و هو الأقنوم الثالث في الثالوث المقدس هو حمامة بيضاء نقية و الذي  حل علي  العذراء  و رافقها طيله شهور الحبل المقدس ..

+الجمال : 

تم تصوير "المجوس" الذين توقعوا ولادة يسوع على أنهم وصلوا على ظهور الجمال

وترمز الجمال للصبر و الاحتمال الذي عاناه المجوس طيله رحلتهم من أجل رؤيه الملك المولود  .  

‎+الملائكة :

‎يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلــوب وظلمة الضمائر. 

‎+الدهــب: 

‎رمز للملك و لا يوجد هدية تليق بملك أكتر من الدهب وهذه الهدية كانت إعتراف أخر بملوكية المسيح...  

+البخــور: 

رمز للكهنوت وهو من مظاهر العبادة و دلالة على إلوهية المسيح .. 

+المــر: 

رمز للألام و العذابات التى تذوقها المسيح والتى لم و لن يقدر أن يتحملها إنسان وتدل على

التضحيات الكبيرة التى قدمها ليخلصنا..

+مذود القش : 

عندما تنازل الله و قرر أن يتجسد و يشابهنا بطبيعتنا البشرية و لكن بدون خطيئة فإختار أن يكون مجيئه في هذا العالم بمغارة باردة بين الحيوانات ليعلمنا التواضع والمحبة الحقيقية بالتضحية و تركه لعرشه السماوي و حضن أبوه و نزل لنا نحن البشر ليحمل خطايانا و يخلصنا .. 

وولد بمزود قش  ( معلف البهائم ) المخصص لأطعام الحيوانات وكان عادة عبارة عن حوض محفور في قطعة من الصخر أو قد يكون مصنوعًا على شكل صندوق من الخشب أو المعدن أو البناء.. 

ولم يكن مجهز له أى ملابس أو حلل تليق بة كملك و لكنة ولد فى مكان فقير و تقمط بالأقمطة ونام مضجعاً وسط الحيوانات .. 

و التي كانت أنفاسها في تلك المغارة تدفئ الجو وتحمي الطفل المولود من البرد والصقيع.. 

يتبع ..

 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم