الكاتب الصحفي سامح سليم |
مارتن لوثر كينج الجديد
بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية
التاريخ الامريكى يذخر بالمآسى والأحداث المؤلمة منذ البداية عند اكتشاف القارة الجديدة ثم القضاء على السكان الاصليين وتشتتهم وقيام الدولة الامريكية الاولى على يد الاباء المؤسسون وعلى راسهم جورج واشنطن اول رئيس للولايات المتحدة الامريكية ثم تحرير العبيد على يد ابراهام لنكولن.
ثم بعد ذلك تاتى المرحلة الثانية من التحرير على يد الراحل العظيم مارتن لوثر كينج الذى ولد فى 15 يناير 1929 واغتيل فى ابريل 1968 وهو امريكى من اصول افريقية من مواليد اتلانتا بولاية جورجيا فهو رجل دين وناشط سياسى من المطالبين بانهاء التمييز العنصرى ضد السود عام 1964 وكان هو السبب فى اصدار قانون الحقوق المدنية وقانون حق التصويت عام 1964 وحصل على جائزة نوبل للسلام.
وتتوالى بعد اغتياله الاحداث وتتسارع فالتاريخ يعيد احداث الماضى بمساؤها لكن اقل وطئة من الماضى بطرق جديدة ومستحدثة دون اللجوء الى العنف المادى او الجسدى الذى اصبح قليلا فى ظل قوة القانون وسيادته فى دولة المؤسسات والقنون التى لاترحم المخطىء
ولكن فى ظل قوة القانون الامريكى وهيبته تظل هناك امور خفى البعض منها او ظهر للعلن فالتفرقة العنصرية مازالت موجودة احيانا بشكل معلن واحيانا اخرى بشكل غير معلن خوفا من الوقوع تحت طائلة العدالة الامريكية ولكن اختلفت فى شكلها ومضمونها عن السابق فاصبحت التفرقة العنصرية تمارس ضد المهاجريين الشرعيين من السود والبيض على حد سواء واصبح التمييز الحاد المعلن بين من هو مولود على الاراضى الامريكية ومن حصل على الجنسية عن طريق المحكمة وذلك فى الحصول على الوظائف الجيدة والامتيازات.
ومع ان المجتمع الامريكى قائما اساسا على اكتاف المهاجرين ومواهبهم المتعددة التى اثرت فى هذا البلد وجعلته دولة عظمى الا ان الانكار لايزال قائما فى وجدان البعض من الكارهين لانفسهم والمعاندين لسيادة القانون وحقوق الانسان التى نادى بها مارتن لوثر كينج القديم.
فهل سننتظر مارتن لوثر كينج الجديد ليقضى على هذه السلبيات التى اصبحت منهجا خفيا يمارس فى هذه الايام ضد المهاجريين الشرعيين ليبث روح الكراهية والتفرقة بين المواطنين الامريكيين.
إرسال تعليق