الكاتب الصحفي أ. سامح سليم |
الديكتاتوريات التى صنعت أمجاد الشعوب
بقلم الكاتب الصحفي أ. سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية
قامت الديكتاتوريات قديما على عدة عناصر أساسية أهمها القمع والقهر وسياسة الحزب الواحد أو الزعيم الأوحد أو تاليه الحاكم والنزعة القومية العنصرية وحشد الشعب كالقطيع وقيادته لتنفيذ اهداف الحاكم وخطته ونتج عن هذه السياسات الديكتاتورية القديمة دولا قوية عسكريا وفاشلة اجتماعيا واقتصاديا وهو مابنى على النظام الإشتراكى اليسارى القديم الذى يجعل الفرد المواطن كترس فى آلة والملكية الجماعية لوسائل الإنتاج وهو عكس النظام الرأسمالى الليبرالى والأمثلة كثيرة فى القرون الماضية منذ قيام الحربين العالمية الأولى والثانية حتى ظلت بعض الدول على حالها حتى عصرنا الحالى المعاصر مثل كوريا الشمالية فهى اكبر الأمثلة التى لاتزال حتى الآن وآلة الزمن فيها لاتتحرك وأنياب الديكتاتورية تنهش شعبها.
أما مفهوم الديكتاتورية الحديثة اصبح مختلف تماما فى شكله ومضمونه عن الماضى مع الإحتفاظ ببعض المظاهر القديمة التى مازالت راسخة فى وجدان زعماء هذه الدول فاصبح أهم أهداف الديكتاتور الحديث هو الاقتصاد والجانب العسكرى ياتى فى المرتبة الثانية بعد الاقتصاد وتحقيق معدل نمو اقتصادى غير مسبوق وهو تحفيز الشعب بالقوة الاقتصادية تحت وطئة السلطة القمعيى للدولة فى عدم الإعتراض على أى شىء يخص ساعات العمل أو الأجور أو القوانين التى تصدرها الدولة ومصير الإعتراض السجن أو الموت تحت عجلات الدبابات فالشعب فى هذا النظام مجند لخدمة النظام الحاكم لتحقيق اهدافة الإقتصادية والعسكرية ومعدل نمو اقتصادى غير مسبوق تتصدر به الدولة السوق العالمى من خلال وسائل الانتاج الجماعية بالمفهوم الشيوعى الحديث المنفتح على العالم الحر والإقتصاد الراسمالى واسواقه الاستهلاكية الكبيرة وهذه هى المعادلة الصعبة فى تحقيق التوازن بين الديكتاتورية القمعية فى الإقتصاد والإنفتاح على الإقتصاد العالمى الحر للتصدير واقامة علاقات تجارية ناجحة بأسعار زهيدة خارج المنافسة وهو مايسمى بالغزو الاقتصادى او سياسة الاغراق فتصبح المصالح الإقتصادية المتشابكة مفتاح السياسة الخارجية الناجحة ، ومن هنا نقطة النهاية الغير مالوفة وهى تحقيق الأهداف وصناعة أمجاد الشعوب ولكن كيف تحققت فهى بالفعل تحققت بالديكتاتورية الحديثة.
إرسال تعليق