بقلم الكاتب الصحفي أ. سامح سليم: الدبلوماسية والحكمة السياسية وجهان لعملة واحدة

الأستاذ سامح سليم
 

الدبلوماسية والحكمة السياسية وجهان لعملة واحدة

بقلم الكاتب الصحفي أ. سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية

اطلبوا الحكمة من أفواه الحكماء مقولة قديمة كانت تنطبق قديما قبل الميلاد على فلاسفة اليونان فكانوا هم مصدر الحكمة فى ذلك الوقت فى حضارة الاغريق القديمة فالفلسفة اليونانية كانت نبراسا للحكمة والمعرفة 

ثم تتوالى العصور وتنشا دول وتبدأ العلاقات الدولية بين الدول المتجاورة سواء بالإتفاق او الإختلاف بالسلام والتعاون أو بالحروب واستخدام القوة فكان من الضرورى أن تنشأ فكرة الدبلوماسية التى تستخدم فى حل المشكلات القائمة بين الدول لاقامة علاقات دولية سوية تستقى مياهها من مورد الحكمة السياسية والموهبة فى ادارة الشئون الدبلوماسية أو الحكمة بمعنى آخر هى التى تميز رئيس دولة عن الآخر أو وزير أو سفير عن غيره من زملائه فى نفس المجال فهناك تفاوت كبير يظهر فى هذا الشأن يرجع لعدة أسباب ليست مرتبطة بالتعليم وحده كالحصول على الشهادة العلمية المطلوبة وإنما تعود لثقافة الانسان الشخصية ومدى قدرته على استيعاب الاخرين وقراءة افكارهم وتقدير المواقف تقديرا صحيحا لاتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب ، ملائمة للموقف أو الحالة السياسية ويدعم هذا العمل المزدوج الخلفية التاريخية والجغرافية فمن لا يقرأ التاريخ ويتصور خريطة العالم السياسية فى كل وقت لا يستطيع ان يعمل فى هذا المجال باريحية ثم تاتى فى المرتبة الثانية الخلفية الثقافية  وضرورة معرفة حضارات الشعوب الأخرى والديانات والقوانين القديمة والحديثة 

ثم يستتبع ذلك ضرورة الدراسة القانونية لما لها من اهمية البناء فهى بالطبع الميزان الذى توزن به الأمور فهى أحد مصادر الحكمة لأن مخالفتها تترتب عليها الحروب والقلاقل والإضطرابات وهى القانون الدولى العام والقنون البحرى والجوى والعلاقات الدولية والقانون الدستورى ولعل أبرز حكماء الدبلوماسية من لهم خلفية قانونية 

ثم تأتى بعد ذلك الخلفية العسكرية والمعلوماتية الأمنية سواء من أقمار صناعية أو غير ذلك وايضا ضرورة معرفة لغات التواصل أو اللغات الاجنية والتطور التكنولوجى الحديث 

وينتهى حديثنا بالخلفية الإقتصادية والمالية والتى اصبحت فى الآونة الاخيرة أول مصادر الحكمة والدهاء السياسى ومحرك العمل الدبلوماسى

ويذكر التاريخ فى الحكمة السياسية والدهاء الدبلوماسى السيد هنرى كيسنجر وزير الخارجية الامريكى الأسبق واستاذنا الدكتور بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم