بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم: الميكافيلية السياسية والنظام العالمى الجديد

الكاتب الصحفي أ. سامح سليم

الميكافيلية السياسية والنظام العالمى الجديد

من هو مؤسس الميكافيلية السياسية ؟

هو نيكولا ميكافيللى ولد فى فلورنسا كان مفكرا وفليسوف وسياسى ايطالى إبان عصر النهضة واشهر كتبه كتاب الامير وهو مؤسس التنظير السياسى الواقعى وقد سعى إلى فصل الدين عن الدولة فابتعد عن الراهب سافونارولا الذى تتلمذ على يديه وايضا هو مؤسس نظرية النفعية والواقعية السياسية التى تسير عليها السياسة العالمية الحالية الان ومن مقولاته الشهيرة 

-  الغاية تبرر الوسيلة 

-  والمصلحة المادية تعلو على كل شىء

-  انها متعة مضاعفة ان تخدع المخادع 

-  والطريقة الأولى لتقييم الحاكم هو النظر الى الرجال المحيطين به

ومن هنا نبدا حديثنا عن الواقع السياسى الملموس الذى نعيشه هذه الايام وتأثير الميكافيلية السياسية فى النظام العالمى الجديد الذى تحكمه لغة المصالح الاقتصادية دون النظر الى قانون دولى او نظم سياسية عريقة او اعراف دولية او سياسات تقليدية قديمة فاصبحت لغة المصالح الاقتصادية الان هى التى تحكم العلاقات الدولية وتحديد شكلها ومصيرها فيصبح اعداء الامس اصدقاء اليوم والعكس صحيح 

وأكبر مثال على ذلك ايطاليا بلد ميكافيللى مؤسس هذه النظرية السياسية والتى خرجت عن طاعة الاتحاد الاوربى لتحقيق مصالحها الاقتصادية وهناك دول اخرى تسير على نفس النهج مثل الامارات والسعودية والهند والمجر ومصر ولكن ليست الميكافيلية السياسية بشكلها التقليدى القديم فى النظام العالمى الجديد وانما تدخل عليها بعض التعديلات والامور التى تجعل هناك توازنا سياسيا بين الميكافيلية القديمة والنظام السياسى التقليدى القدديم القائم على احترام النظم والقوانين الدولية 

ويتضح ذلك جليا فى سياسة عدم الإنحياز والتى تحقق التوازن بين الميكافيلية السياسية واحترام النظم والقوانين الدولية وهى معادلة صعبة فى التعامل مع الدول الاخرى وخاصة الدول العظمى لتحقيق اقصى كم من المصالح باقل الخسائر فسياسة عدم الانحياز هى احد ابناء الميكافيلية السياسية بشكلها الحديث الواقعى والقانونى 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم