بقلم هشام بكر: الزعيم الملهم رحمة وديمقراطية بالملوخية الفرنسية

الخديوي توفيق
 

الزعيم الملهم رحمة وديمقراطية بالملوخية الفرنسية

بقلم هشام بكر

الله الخالق أرسل الأنبياء للبشر بالهدي والسلام والرحمة والعدالة والخير للجميع متساويين في الحقوق و الإلتزامات دون تحزب وعنصرية إعلاء شخص أو طائفة علي باقي البشر ومنحهم كل الثراء والقوة وتحويل الآخرين إلي عبيد إحسانهم وطاعتهم .

مع إنتهاء عصر النبوة أنتهي عصر الزعيم الملهم من السماء الذي لا يأتيه خطأ وكل أفكاره براقة من عند الله ،ويحمل بين يديه ومن حوله بركات ورحمة  السماء إلي الشعب ، لكن مازال الزعماء والرؤوساء والملوك  في العالم تدعي أنها الزعيم الملهم الكومبو، الرئيس ورجل الدين والأقتصادي والمفكر العظيم وصاحب الأطروحات الفردية الخارقة وتميمة الحظ وهبة السماء التي لن تتكرر ، رغم أنه يتكرر بنفس النموذج في جميع قارات العالم بكل دولها .

الزعيم الملهم يبدأ مشروعه لزعيم الدولة بتقديم نفسه رسول الرحمة والرخاء والديمقراطية  للشعب وصاروخ النجاة لهم من طغيان الحاكم السابق وتغوله ، يتم انتخابه أو توريثه الحكم ملكيا  ودعمة من الشعب ، ثم يتنكر للجميع ، يكرر أنا اوتيت الحكم والقوة بعلم وقوة مني ، ويسعي لتحقيق أحلامه في ثرائه ورخائه وتحويل كل أموال الدولة في خزائنه بين استثماراته وعمولاته حتي معونات الدول الخارجية تدخل في أمواله لأنها هدية وقربان لعظمته ، أما احلام ورحمة وشكاوي الشعب فبابه مغلق دونها ، يقدم لعبيد إحسانه بعض تبرعات لهم من أموالهم  للتصوير الإعلامي ، وباقي الشعب يقدم له أصبع الإمبراطور الأوسط مع طبق طبخ الملوخية الأسود بالنكهة الفرنسية ، ليكتشف الشعب أنه غارق كأرانب شهية في طبق الملوخية الأسود ، الذي يرتبط تاريخيا بالجنون ، للزعيم الملهم ومن حوله من طائفته.

 

رحمة وديمقراطية بالملوخية الفرنسية 

ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر صاحبة المقولة المشهورة "إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء .. لماذا لايأكلون بسكويتا"

الدولة أنا، وأنا الدولة هي الترجمة العربية الأكثر شيوعا لـ

L'État, c'est moi

وهي دالة سياسية منسوبة للملك الفرنسي لويس الرابع عشر الملقب ب"الملك الشمس"، الذي حكم فرنسا 54 عاما بين 1661- 1715م، تربط هذه المقولة بين مفهوم الملك والدولة في إطار الملكية المطلقة، تحولت مثالا للاستبداد السياسي .

وقامت الثورات الفرنسية مثل كل الثورات الشعبية في العالم الحديثة ، ضد طغيان ورفاهية حكومات ملكية  مع جوع  ومعاناة الشعوب .

وجاء نابوليون كارلو بونابرت  قائد عسكري قوي يؤمن بأفكار  يحمل لواء الرحمة والرخاء للشعب الفرنسي ضمن خطبه مقتبسات من روائع كتّاب القرن الثامن عشر كثب مؤلفات فولتير ومونتسكيو وروس في فرنسا ، وكان  من أصحاب ودعاة المبادئ الحرة. ، والذي أصبح بطل الثورة الفرنسية، أسس حكومة القناصل ، ومثله مثل كل زعماء العالم الحاليين والسابقيين ، وصل لزعامته مثل الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل جان-ميشال فريد فريدريك ماكرون ، بوعد الرحمة والرخاء والديمقراطية للشعب وتحقيق أحلامهم.

بعبارة شهيرة عالميا : الشعب لم يجد من يحنو عليه

يقول المُؤرخ البريطاني أندرو روبرتس: «إنَّ الأفكار التي تُشكِّلُ جزءًا أساسيًّا من عالمنا (الغربي) المعاصر — كتولية الوظائف بناءً على الجدارة، والمُساواة أمام القانون، واحترام حق الملكيَّة، والتسامح مع الأديان والمذاهب، وعلمنة النظام التعليمي، وابتكار النظم المالية السليمة، وغيرها — كلها دوَّنت وابتدعت وأيَّدت ونشرت على يد نابليون. يُضاف إليها ما ابتكره من نظم الإدارة المحلية العقلانيَّة والفعَّالة، وقضاؤه على اللصوصيَّة الريفيَّة، وتشجيعه العلوم والفنون، وإفناؤه للإقطاعيَّة، وتدوينه أهم القوانين منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية

 

نابليون بونابرت

سعى نابليون، بعد ذلك، في إعلان نفسه إمبراطورًا، وتم له هذا بعد 5 سنوات بإعلان من مجلس الشيوخ الفرنسي ، وتحول إلي طاغية يستأثر لنفسه وجماعة مغلقة حوله  بكل خيرات وأموال البلاد بينما يعيش الشعب في فقر ومعاناة رغم أنه من دعمه ومن مات منه الكثير من مدنيين في الثورات الفرنسية ضد الطغيان !

لكن لابد أن يستمر الشعب في تحمل المعاناة والفقر والذل من أجل تحقيق احلام الزعيم الملهم والمفدي وطويل العمر ، مع دعاء الشعب له بطول العمر والنصر علي من يعاديه ، لأن بدون الزعيم وطائفته تقضي كورونا علي البشر ، رغم أن فيروس كورونا الموجود من حوالي 8100 سنة قبل الميلاد وتطور الفيروس البشري سنة 1899لفيروسات كورونا 1960،فيروس كورونا سارس سنة 2003

وتعاقب في السنوات التالية حتي فيروس كورونا ميرس سنة 2012، وفيروس كورونا الجديد!

لكن دون الزعيم الملهم والمفدي وطائفته  في كل أنحاء العالم ،إغلاق  علي الشعب لمنع الفيروس الذي يعيش معهم من قبل الميلاد ، يفتك الفيروس بالشعب ، بينما هو وطائفته تضحية وتعريض انفسهم للخطر في العمل والاجتماعات واللهو والاستثمارات المغلقة عليهم في كل أموال الدولة والأعانات الخارجية ووضع عوائدها في خزائنهم للحفاظ عليها من سفاهة وجشع الشعوب .

ورغم الإغلاق وإعلان التقشف العام لانهاك كورونا للأعمال لا تتوقف شراء وبيع الأسلحة وتطويرها للعمولات الباهظة بمليارات الدولارات لهم  التي يحصل عليها الزعيم الملهم وجماعته لأنهم محسنين وفيهم الرحمة بالتبرع بجزء من راتبهم الحكومي إلي صناديقهم الخاصة .

من معجزات تفوق عصر النبوة للزعيم الملهم وطائفته العنصرية المغلقه حوله ،تحويل أموال الدولة التي هي ملكية للشعب ، إلي استثمارات في صناديق خاصة به وطائفته المغلقة لا يدخل منها الي موازنة الدولة إلا نسبة بسيطة والباقي مكافآت ورواتب له ولمجلس ادارته في الصناديق الخاصة ، وموازنة الدولة من ضرائب الشعب ورسوم وأسعار باهظة للخدمات العامة والسلع يتم استثمارها في مشروعات  ملهمة له ولخاصته ، بينما الشعوب يجب تحمل المعاناة وانهيار الخدمات الحكومية مع استمرار قبض موظفي شركات الخاصة بالزعيم وطائفته المغلقة والحكومة لرواتبهم وزيادتها وعملهم من منازلهم في حضن الزوجة والعائلة ومرح الرفاق ،  لظروف فيروس كورونا ورفاهية الزعيم الملهم وطائفته المباركة.

عبر عن ذلك بقوة المقولة الشهيرة :

 “كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا”!!، تعد تلك المقولة من أشهر الكلمات التى سجلها التاريخ للخديوى توفيق الذى تولى حكم مصر فى الفترة من 26 يونيو 1879 حتى 7 يناير 1892

عندما قالها لثوار من الشعب مدنيين وعسكريين مع قائدهم أحمد عرابي ععندما أحاطوا بقصره لتقديم شكاوهم ومظالمهم له ، بعد أن أغلق أبواب ديوان القصر في وجه مظالم ومطالب الشعب ، وتمتع مع خاصته الملكية بالرفاهية وترك الشعب للموت جوعا وفقرا .

كيف لا يا عزيزي القاريء كلهم الزعيم الملهم والدولة والشعب هو ؟

أحلي الوصفات العالمية من مطبخ الزعيم خبز رحمة وديمقراطية مع الملوخية الفرنسية بالأرانب الشعبية .

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم