أ. سامح سليم |
بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم: الإتحاد الأوروبى يحتضر
فى عرض سريع وموجز نستعرض تاريخ الازمات التى مر بها الاتحاد الاوربى منذ تاسيسه والاعلان عنه وتوسعه شرقا، تتوالى الضربات والازمات وتتضارب المصالح الاقتصادية والسياسية وتحاك المؤمرات داخليا وخارجيا والضحية فى النهاية شعوب اصبحت فى حالة من الضعف بعد القوة والانكسار بعد الهيمنة الاقتصادية والقوة العسكرية
ونعود بالتاريخ إلى عدة سنوات ماضية ليست ببعيدة كانت الاحداث فيها متسارعة فلقد قام الاتحاد الاوربى على اكتاف دولتين هما المانيا وفرنسا وحدهم وهما القوة الاقتصادية والعسكرية الاكبر فى اوروبا دون دخول دول اخرى مثل مجموعة الدول الاسكندنافية وسويسرا والتى لو انضمت بالفعل إلى الاتحاد الاوروبى فى بدايته لكانت ستضفى له قوة كبيرة اقتصاديا واستراتيجيا لموقعا الجغرافى كما ان عدم احتواء روسيا وانضمامها للاتحاد بعد سقوط الاتحاد السوفيتى مباشرة يعد خطا استراتيجى كبير.
ثم بعد ذلك خروج انجاترا من الاتحاد الاوروبى ومنطقة اليورو مما ادى فى المجمل إلى ضعف العملة الاوروبية الموحدة وايضا انضمام دول فى شرق اوربا وجنوبها ضعيفة اقتصاديا او مفلسة فكانت تعتمد على المنح والاستثمارات فشكلت عبئا على الدول الغنية فى الاتحاد الاوروبى مما زاد من ضعف واستنزاف الاتحاد الاوروبى.
ثم تاتى ازمة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين عبر سواحل اليونان وايطاليا الاتية من الجنوب وتظل تركيا شوكة فى ظهر الاتحاد الاوربى معبرا لهؤلاء من الشرق والذى رفض انضمامها للاتحاد الاوربى فى حين انها عضو فاعل فى حلف الناتو العسكرى
ثم تاتى بعد ذلك ازمة كورونا فلاتستطيع اوربا التقاط انفاسها حتى تأتى بعد ذلك الحرب الروسية الاوكرانية وتداعيتها مثل اشتعال منطقة البلقان مرة اخرى وازمة الطاقة والتضخم فى ظل انقسام سياسى بسبب عدم القدرة على التقديرات السياسية والاقتصادية وعدم الحكمة فى ادارة الازمات والقرارات الخاطئة المتسرعة احيانا وتوقعاتنا للفترة القادمة.
تحول الشعوب الاوروبية التى تحمل جنسيات اوروبية إلى لاجئين ومهاجرين فى دول اخرى كبيرة مثل الولايات المتحدة واستراليا وكندا او دولا افريقية أو دول نامية تكون تكلفة المعسشة فيها اقل بكثير وترك اوربا لتتحول بعد ذلك الاراضى الاوربية بتاريخها العريق إلى اوكار للمخدرات والمافيا والدعارة والارهاب الذى اصبح على اعتاب الاتحاد الاوروبى بفضل الحرب الروسية الاوكرانية كمقاتلى الشيشان وغيرهم من دول اخرى داخل اوكرانيا
والسؤال هل ستصدر شهادة وفاة الاتحاد الأوروبى فى الايام القادمة ؟ الإجابة نعم
إرسال تعليق