بقلم أ / مرجريت إقلاديوس: كنوز الكريسماس (٤ )

 أ / مرجريت إقلاديوس 

كنوز الكريسماس (٤ ) :

الجزء الرابع : شجرة الكريسماس..

بقلم أ / مرجريت إقلاديوس 

عضو بالصحافة الأمريكية (USPA)

و اذا اردنا استكمال الأجزاء السابقه من كنوز الكريسماس سنتحدث اليوم عن بعض الرموز الاخري في احتفالات الكريسماس و التي شاعت حول العالم  :

وهي التي اعتادنا رؤيتها دائمة الخضرة فهي ترمز بإخضرارها الى حياة المسيح الأولية ..

وفي يومنا هذا تحتفل معظم دول العالمبتزيين شجرة رأس السنة وهي العادة الأكثر شيوعاً..

فمثلما يزين الناس منازلهم اليوم خلال موسم الأعياد بأشجار الصنوبر علقت الشعوبالقديمة الوثنيه أغصانا دائمة الخضرة على أبوابها ونوافذها..

فقد كان يعتقد في العديد من البلدان أن الخضرة ستبعد السحرة والأشباح والأرواحالشريرة والمرض..

و كما يعرف الجميع ان في نصف الكرة الشمالي يقع أقصر يوم وأطول ليلة في السنة في21 ديسمبر أو 22 ديسمبر ويسمى "بالانقلاب الشتوي"..

وأعتقد الكثير من القدماء أن الشتاء يأتي كل عام لأن "إله الشمس" أصبح مريضاً وضعيفاً 

واحتفلوا بالإنقلاب الشمسي لأنه يعني أن إله الشمس سيبدأ أخيراً في التعافي..

و لقد ذكّرتهم الأغصان دائمة الخضرة بجميع النباتات الخضراء التي كانت ستنمو مرةأخرى عندما يكون إله الشمس قوياً ويعود الصيف..

و اذا ذهبنا لأصل الشجرة  فنجده يعود إلى العصر الفرعونى فالمصريين القدماء هم أول من احتفلوا بعيد الميلاد وشجرة الميلاد وذلك فى أول شهر كيهك (رابع أشهر السنة والذى تنحصر فيه المياه وتعود الخضرة إلى الأرض فترمز للبعث) ..

ويتم فيه الإحتفال ببعث أوزوريس بعد موته وتحوله حسب الاسطورة إلى شجرة خضراء..

لذلك فمن أهم تقاليد هذا العيد إختيار شجرة دائمة الخضرة طوال العام رمز للحياة المتجددة 

ومن هنا أنتقلت هذه العادة من مصر عبر البحر المتوسط لتظهر فى أعياد الرومان..

 أما الرومان الأوائل فاحتفلوا بالانقلاب الشمسي لأنهم علموا بأنه قريباً سيصبح مزارعوالبساتين خضراء ومثمرة..

و للاحتفال بهذه المناسبة قاموا بتزيين منازلهم ومعابدهم بأغصان دائمة الخضرة..

و استخدموا شجرة شرابة الراعى أو حقيبة الراعى كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التى لاتقهر ..

وفي شمال أوروبا قام الكهنة القدماء بتزيين معابدهم بأغصان دائمة الخضرة كرمز للحياة الأبدية..

ثم جاءت المسيحية واتخذت من أوراقها ذات الشوك رمز لإكليل المسيح وثمرها الأحمر رمزاً لدمه  ..

أما الشكل الإبري للشجرة المتجه نحو الأعلى يرمز إلى الصلوات  المتجهة نحو السماء ..

وفي روما كان الناس يزينون المنازل والشرفات بمناسبة الإحتفالات التي تبدأ بالأسبوع الأخير من العام ..

وفي أثينا كانت الإحتفالات تدور حول شجرة في منتصف المدينة تسمى شجرة العالم ..

وفى الإحتفال بعيد الميلاد يتم أختيار شجرة الكريسماس من الأشجار التى تحتفظ بخضرتها طوال العام مثل التنوب أو السرو أو الصنوبر ..

بدأت فكرة الشجرة تنتشر بكثرة و بأشكال مختلفة على يد البابا بونيفاس فى ألمانيا في أوروبا من القرن ال سادس عشر وإعتبرت تذكيراً بشجرة الحياة الوارد ذكرها فى الكتاب المقدس فى سفر التكوين ورمزاً للحياة والنور ( ومن هنا جاءت فكرة وضع الاضاءة عليها) …

و حقيقةً ان لألمانيا دوراً كبيراً في إنتشار شجرة الكريسماس الخضراء ..

فيعود الفضل إلى ألمانيا  في بدء تقليد شجرة عيد الميلاد كما نعرفها الآن..

عندما جلب المسيحيون أشجاراً مزخرفة إلى منازلهم.. 

وكانت تزين فى البداية بالتفاح الأحمر والورود والأشرطة التى من القماش..

ويُعتقد بأنّ مارتن لوثر Martin Luther المصلح البروتستانتي كان أول من أضاف وأضاء شجرة عيد الميلاد بالشموع ..!!!

فكان يتجه نحو منزله في إحدى الأمسيات الشتوية المظلمة و القريبة من فترة احتفالات عيد الميلاد و أكتشف جمال ضوء النجوم الساطعة من خلال فروع شجرة التنوب الصغيرة خارج منزله وشعربالذهول من تألق النجوم المتلألئة وسط كل تلك الخضرة.

 و لإستعادة المشهد لعائلته نصب شجرة في الغرفة الرئيسية و كسي فروعها بشموع مضاءة لمحاكاة ما رآه بالخارج ..!!

ومع فكرة الزينة التي ابتكرها مارتن لوثر بدأت الأشجار تتزين بشكلها الحديث في جميع ألمانيا حتى أصبحت تقليدا مرتبطا بالكريسماس..

وبعدها أصبحت الأشجار دائمة الخضرة جزءاً من الطقوس المسيحية في ألمانيا وفي العصور الوسطى بدأت تظهر "أشجار أعياد الميلاد" ..

أول شجرة ذكرت فى وثيقة محفوظة إلى اليوم كانت فى ستراسبورج سنة 1605م ..

لكن أول شجرة ضخمة كانت تلك التى أقيمت فى القصر الملكى فى انجلترا سنة 1840م ..

فعندما هاجر الألمان أخذوا أشجار عيد الميلاد إلى بلدان أخرى ولا سيما إنجلترا. .

و هناك في سبعينيات القرن الثامن عشر كانت شارلوت زوجة الملك جورج الثالث المولودة في ألمانيا تزين الأشجار بمناسبة العيد..

ومع ذلك كان الأمير الألماني المولد ألبرت وزوجته ملكة بريطانيا فيكتوريا هما اللذان نشراالتقليد بين البريطانيين حيث جعل الزوجان أشجار الكريسماس جزءاً بارزاً من إحتفالات أعياد الميلاد ..

وفي عام 1848 ظهر رسم توضيحي للعائلة المالكة حول شجرة مزينة في صحيفة بلندنسرعان ما أصبحت أشجار عيد الميلاد شائعة في المنازل الإنجليزية..

بعدها أدخل المستوطنون الألمان أيضا أشجار عيد الميلاد في الولايات المتحدة على الرغم من عدم اعتناق هذه العادة في البداية..

وعارض العديد من المتشددون الفكرة بسبب جذورها الوثنية وحظر مسؤلو مستعمرة خليج ماساتشوستس الاحتفال بعيد الميلاد..

ولم يبدأ عيد الميلاد في اكتساب شعبية في أميركا إلا في عشرينيات القرن التاسع عشر..!!!

ويقال إن أول شجرة عيد ميلاد في البلاد عُرضت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر..

وانتشرت شعبية شجرة الكريسماس بمساعدة المجلة المؤثرة "جوديز لايديز بوك"  التينشرت عام 1850 الرسم التوضيحي للعائلة المالكة البريطانية عام 1848..

 لكن مع تغيير صورة العائلة لتبدو أميركية ساعدت هذه الجهود وغيرها في جعل أشجارعيد الميلاد شائعة في الولايات المتحدة بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر..

وبعدها انتشرت أشجار الكريسماس حول العالم وتنوعت ما بين أشجار الصنوبرالحقيقية والأشجار المزيفة الأقل تكلفة وأقل ضرراً على البيئة.. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم