الكاتب الصحفي سامح سليم |
روح انجلترا الحية
بقلم الكاتب الصحفي سامح سليم- عضو وكالة الصحافة الأمريكية
ذهبت الإمبراطورية البريطانية أو المملكة المتحدة كما يطلق عليها وتركت روحها حية في العالم كله وفي مستعمراتها القديمة رغم تدني مساحات المستعمرات وانفصالها وتمتعها بالحكم الذاتي أو استقلالها السياسي إلا انه يفوح منها الرائحة الإنجليزية التي أثرت في معظم شعوب العالم بشكل إيجابي مثل احترام المواعيد والإنضباط وحسن المعاملة والتفوق المالي والإقتصادي والبحث عن الموارد الطبيعية واستغلالها والصناعات التحويلية وغيرها ، هذا على الجانب الإجتماعي والإقتصادي، أما على الجانب الثقافي والتعليمي فإن اللغة الإنجليزية كانت السفير الأول فوق العادة البريطانية العظمى وهي التي بنت جسور التواصل بين لندن ومستعمراتها في جميع أنحاء العالم وهي التي سهلت انتشار الثقافة الإنجليزية التي تنتهجها الآن معظم معظم شعوب العالم وبغض النظر على الجانب السياسي الإنجليزي ومساوئه أحيانا إلا ان الإنجليز يعتبروا هم قادة العالم الحقيقيون والمكتشفون الجدد للعالم الجديد والمغامرون الأوائل في ما وراء البحار لأنهم ميزوا بميزة أخرى شديدة الأهمية عن الميزة السابقة وهي التواصل السهل مع الشعوب الأخرى عن طريق اللغة الإنجليزية وهي الإكتشافات الجغرافية الحديثة والبحث عن المستعمرات والمناطق النائية في العالم وتعميرها وضمها للمملكة المتحدة، واعتقد أن المملكة المتحدة هي المملكة المتجددة المتطورة التي لم تهتز منذ زمن طويل ويظهر ذلك جلياً في العملة البريطانية والإقتصاد فهي خير شاهد على الثبات والرقي.
فضلا عن أن الذي سهل عملية الإكتشافات الجغرافية الحديثة تمتع انجلترا بالسيادة البحرية، فهم سادة البحار كما يطلق عليهم وهم المغامرون فمن يملك الجرأة والسيادة البحرية أي الأسطول البحري والخبرة البحرية والمال اللازم لذلك يستطيع الوصول بسهولة إلى أي مكان في العالم والتجارة البحرية والأسطول والإكتشافات الجغرافية أمور ثلاثة هامة متلازمة لا يمكن فصل أحدهم عن الآخر، في حين أن التواصل اللغوي ومعرفة عادات وتقاليد الشعوب الأخرى جعل الوصول إلى مجاهل العالم أمراً سهلاً بالنسبة للبريطانيون.
وفي النهاية كثرة الحروب التي خاضتها بريطانيا منذ نشأتها ونهضتها في العصور الوسطى جعلتها الأقدر والأكثر خبرة بشعوب العالم أجمع فكان يطلق عليها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وإن كانت تخبو عنها الشمس أحياناً سياسياً أو عسكرياً إلا أنها ثابته على أرض صلبه ثقافياً ومالياً. لأن انتشار الثقافة وثبات الإقتصاد أهم بكثير الآن من السيطرة السياسية أو العسكرية لأن السيطرة على العقل أو الوجدان والإقتصاد هي الأرض الثابتة التي لا تهتز.
إرسال تعليق