أ. سامح سليم |
أهل الكيبك أم أهل الكهف؟
بقلم الكاتب الصحفي: سامح سليم عضو وكالة الصحافة الأمريكية
قصة الأمس مازالت تتكرر في كندا في منطقة كيبك الكندية ليصبح أهل الكيبك مثل أهل الكهف قديماً الذين كانوا منعزلين يعيشون داخل الكهف بعيداً عن العالم في عزلة اختيارية وضعوا أنفسهم فيها بثقافتهم الفرنسية التي عزلتهم عمن حولهم في منطقة منفتحة انفتاحاً كاملاً تتمتع بالحرية الكاملة ذات قوانين فيدرالية بالرغم من التنوع الثقافي والإجتماعي والإنساني على أرض الواقع إلا أن الثقافة الفرنسية تفرض بالقوة على المهاجرين إلى هذه المنطقة حتى ولو كانوا منحدرين من ثقافات أخرى، ونرى التناقض بين المناداة بالحرية والليبرالية والتنوع في أنحاء كندا وبين الإنعزالية والخصوصية الشديدة لهذه المنطقة في تبعيتها لفرنسا ثقافاً.
والتناقض الثقافي ينبني عليه تناقضات أخرى بالتبعية مثل التناقض السياسي والقانوني والتعليمي والفني فالتبعية لا تتجزأ ، فلا يمكن أن تكون منطقة مستقلة وغير مستقلة في وقت واحد فإما أن تكون مستقلة استقالاً كاملاً أو لا.
وبهذا الأمر تظهر المعاناة الشديدة لكل من المهاجرين والسكان الأصليين لهذه المنطقة والذين حرموا من أبسط حقوقهم ففرضت عليهم لغة معينة وهي اللغة الفرنسية وثقافة تابعة لفرنسا وليس لكندا الدولة الليبرالية الأم التي تحتوى كل اللغات وكل الثقافات مثل الولايات المتحدة وهي أكبر دولة في العالم ، وتترتب على الإنعزالية الثقافية أمور أخرى خطيرة بالتبعية مثل احتياج سوق العمل لبعض المهن وعدم استطاعة البعض من السكان المهاجرين الإندماج في المجتمع الكيبيكي بسهولة لوضع حكومة الكيبك العراقيل أمامهم وعدم استطاعة رجال الأعمال استثمار اموالهم في هذه المنطقة وإذا كانت الدولة تتشدق بالحريات وحقوق الإنسان فكيف تتماشى هذه العنصرية الشديدة مع سياسة الدولة الكندية ككل وكيف تتماشى سياسة هذه المنطقة التي تكون جزء من دولة فيدرالية كبيرة تتمتع بحماية هذه الدولة أمنياً وعسكرياً ، وكيف تتنازل الدولة الكندية عن سيادتها عن جزء من أرضيها بهذا الشكل فتصبح سيادة الدولة على هذا الجزء سيادة ناقصة فإما أن تكون الدولة ذات سياده كاملة على أراضيها أم لا لعدم اختلاط الأمور سياسياً وعسكرياً وقانونياً.
وكيف توافق الدولة الفيدرالية على أن يكون لهذه المنطقة على أزرق اللون مخالف لعلم الدولة الأم وبرلمان خاص، وحكومة خاصة وفي نفس الوقت تتمتع بالحماية العسكرية والسياسية للدولة الأم وهذا هو التناقض الغير مقبول فإما أن يكون الإستقلال كاملاً لهذه المنطقة لتنفصل عن كندا أو أن تكون ذات تبعية كاملة للدولة الفيدرالية الكندية وتكون صاحبة السيادة الوحيدة على أراضي هذه المنطقة ، وبغير ذلك لن تستقيم الأمور ولن يكون هناك استقرار وتنمية نظراً لإضطراب الوضع السياسي والإقتصادي والثقافي والتنموي لتصبح هذه المنطقة طاردة للمهاجرين وجاذبة لأناس معينين في العالم فقط وهم ذات الثقافة والهوية الفرنسية.
هذه العنصرية شكل من أشكال التعصب ورفض الثقافات واللغات الأخرى فيما تنادي كل المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة بضرورة التنوع الثقافي والإندماج، وإذا أعلنت الكيبيك الإستقلال التام عن كندا فهي تعطي الفرصة لكل من تسول له نفسه فكرة الإستقلال فتتحطم الدولة الفيدرالية الكبيرة وتنقسم إلى دويلات صغيرة ، يليه بالتبعية التناحر على الموارد الإقتصادية وموارد المياه والطاقة وغير ذلك وتكون الأيادي الخارجية لها مصالح في المنطقة كالسيطرة والنفوذ مثل انجلترا وفرنسا وغيرها ، ونعود مرة أخرى إلى قصة الأمس عند اكتشاف المكتشفون الأوائل لهذه الأرض. فهل يعيد الإنجليز والفرنسيون وغيرهم اكتشاف هذه الأرض من جديد ؟ أم ستقوى الدولة الفيدرالية الكندية وتفرض سيطرتها على كافة أراضيها وعلى منطقة الكهف الكيبيكية.
ارى وجود اللغة الفرنسية كرها هو نوع من الاستعمار لأنه يتبع ذلك عدم الولاء الكامل لكندا...كما أن هناك استعمار اقتصادى نجحت فيه الصين فى عديد من الدول لا يستطيع المواطن أن يستغنى عن منتجاتها
ردحذفإرسال تعليق