بقلم المستشاره القانونية زينه احمد: التحكيم في حل المنازعات الهندسية الجزء (1)

التحكيم في حل المنازعات الهندسية الجزء (1)

 بقلم المستشاره القانونية: زينه احمد- بدولة الإمارات العربية المتحدة 

اشتهرت الشروط العامة لعقود الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين، بالطرق التي اختارتها لتكون أسلوباً لحل النزاعات التي تنشأ عن عقد مقاولة أُبرم وفق آليات الفيديك، ولعل البند (67) ، وهو البند الخاص بحل المنازعات هو البند الأشهر في ذلك المجال، فقد تبنت الفيديك التحكيم كأسلوب قضائي خاص أو بديل، للنظر في المنازعات الناشئة عن تنفيذ عقود المقاولات، ومع التطورات التي شهدتها الشروط العامة لعقود الفيديك ، أصبحت لجنة فض المنازعات م ( 20 /2  ) من الشروط العامة لعقود الانشاءات فيديك1999 هي بديل الدور الذي كان يضطلع فيه المهندس الاستشاري كصانع قرار وشبه محكم فالمهندس هنا ليس بمحكم . يشكل بند فض المنازعات في العقود أهمية كبيرة للمتعاقدين، فلهم حرية اختيار أسلوب فض المنازعات، وهي إما التحكيم، أو القضاء العادي، وعند اختيار الأطراف لطريق التحكيم للنظر بما قد ينشأ من نزاعات ناتجة عن تنفيذ العقد، فإنهم يقومون بذلك بدافع الحل السريع للنزاعات، والتحلل من أصول المحاكمات المعمول بها أمام القضاء. وتتجلى أهمية التحكيم، كوسيلة بديلة لحل الخلافات، في معرض العقود الدولية بمختلف أنواعها، وبذلك اشتهرت الشروط العامة لعقود الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين ( عقود الفيديك ) كونها الشكل النمطي الوحيد من الشروط المعدة للاستخدام الدولي في مشروعات الهندسة المدنية، فقد قدمت أسلوباً متكاملاً لوسائل تسوية المنازعات، ولا يمكننا عند دراسة البند الخاص بتسوية المنازعات، وفق الشروط العامة لعقود الفيديك ، أن نغفل الدور المزدوج الذي كان يضطلع به المهندس الاستشاري –قبل التعديل الأخير- ، مرةً كممثل عن رب العمل، ومرةً أخرى شبه محكم (quasi arbitrator) في النزاعات الناشئة عن العقد المبرم بين رب العمل والمقاول. 

المطلب الأول

دور المهندس في الوسائل البديلة لتسوية المنازعات في عقود الفيديك

إضافةً لدور المهندس كإستشاري وممثل عن رب العمل، فإنّ للمهندس دور في البت بمطالبات المقاول وفق الشروط العامة لعقود الفيديك ، الكتاب الأحمر، وذلك بعد استبدال دور المهندس، كشبه محكم، بمجلس فض المنازعات (DAB).

الفرع الأول

المطالبات

تشكل المطالبات أولى أعمال المهندس الاستشاري الاستنسابية للبت في مطالبات عادة ما يقوم بها المقاول، نتيجة ظروف تطرأ على العقد فتؤدي إلى زيادة تكاليف في الأشغال، وذلك في محاولة منه للتعويض عن تلك الزيادات في التكاليف، وقد نظمت الشروط العامة لعقود الفيديك  أصول ومواعيد هذه المطالبات، وحددت المادة (20/1) من الكتاب الأحمر، مطالبات المقاول (contractor's claims)، وحالات تقديمها وتكون مطالبة المقاول إما بتمديد مدة الإنجاز أو بدفعات إضافية، أو بكلاهما.فيمكن للمقاول، إذا اعتبر أنه يستحق تمديد مدة الإنجاز أو أية دفعة إضافية، بموجب أحكام الكتاب الأحمر، أن يرسل للمهندس إشعاراً يبين فيه الأسباب التي دفعته للمطالبة بتمديد مدة الإنجاز أو أية دفعة إضافية، يشرح فيه الظرف الذي أثر على سير تنفيذ العقد، ويجب أن يكون إشعاره هذا في أقرب فرصة، شرط ألا تتجاوز (28) يوماً من تاريخ دراية المقاول أو وجوب درايته بوقوع الحادث أو الظرف، تحت طائلة رفض مطالبته إذا تأخرت عن هذا الميعاد، فيعتبر تأخره عن المطالبة رضاً ضمنياً بتحمله تلك الأعباء، وعلى المقاول، وفي سبيل دعمه لمطالباته التي قد تنشأ عن تنفيذ العقد، أن يحتفظ بمحاضر تدون فيها التفاصيل المؤيدة للمطالبة. يقوم المهندس، عند حدوث المطالبة، برصد المحاضر، ويمكنه الطلب من المقاول الاستمرار في العمل، حتى يقوم بالاطلاع على مطالبته من خلال المحاضر، وبعدها فإن على المقاول وخلال (42) يوماً من تاريخ وقوع الظرف المسبب للمطالبة أو من تاريخ علمه أو من التاريخ الذي يفترض أن يكون قد علم به بوقوع الحادث، يجب أن يرسل للمهندس خلال هذه المدة تقريراً مفصلاً وشاملاً عن الوقائع مع مؤيداتها، ويلتزم المهندس خلال (42) يوماً من تاريخ تسلمه للمطالبة، بتقييم المطالبة والرد عليها، سلباً أو إيجاباً، ويبرر قراره هذا ببيان مفصل. في حال كان للمقاول مطالبات لم يتقدم بها، أو لم يتم البت بها ودفعها، فعليه أن يضمنها في الكشف النهائي الذي يقدمه المقاول خلال أربعة وثمانون يوماً من تاريخ إصدار المهندس لشهادة الاستلام النهائية للأعمال، وأما المطالبات التي تحدث خلال فترة ضمان العيوب، فعلى المقاول أن يضمنها في الكشف الذي يقدمه خلال ست وخمسون يوماً من تاريخ انقضاء فترة الضمان، وتعتبر هذه المطالبة هي الفرصة الأخيرة قبل انقضاء مسؤولية رب العمل.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم